مقَدّمَة
الحمد لله العظيم الشان، ذي القوة والجبروت والسلطان، والرحمة والستر والغفران، آثاره أنارت العقول والأذهان، وآلاؤه علّقت به القلوب والأبدان، فذلّت لخالقها العظيم، ورغبت بما عنده من الأجر والخير العميم.
إن من شيء إلا يسبح بحمده، وما من مخلوق إلا سجد - طوعًا أو كرهًا - لعظمته.
هدى من شاء إلى الصراط المستقيم فضلًا ومَنّاّ، وأضلّ من أراد عن النهج القويم عدلًا وعلمًا، لا يُسأل عما يفعل والخلق يُسألون، لا إله إلا هو رب كل شيء والخلق مربوبون.
إله واحد أحد، فرد صمد، جلّ في علاه عن الشبيه والمثيل، وتقدست أسماؤه وصفاته وتنزهت عن التشبيه والتعطيل.
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الشورى: ١١
وأشهد أن لا إله إلا الله الحليم الكريم، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه، وحبيبه وخليله، فصلِّ