Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah
ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية
তদারক
أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة
প্রকাশক
دار ابن حزم
প্রকাশনার বছর
১৪১৯ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
تَرْجَمَة
شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة
رَحمَهُ الله
تَأْلِيفُ
الحَافِظِ ابْنِ حَجَرِ العَسْقَلَانِي
حَقَّقَهَا وَعَلَّقَ عَلَيْهَا
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَعِيدُ مَعْشَاشَة
دار ابن حزم
1
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
الكتب والدراسات التي تصدرها الدار تعبر عن آراء واجتهادات أصحابها
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
بيروت - لبنان - ص.ب: ١٤/٦٣٦٦ - تلفون: ٧٠١٩٧٤
2
ترجمة
شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله
3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
4
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحافظ الذهبي في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«هو أكبر من أن ينبّه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام، لحلفت أنّي ما رأيت بعيني مثله، وأنّه ما رأى مثل نفسه».
قال الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي:
«ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، ولا رأيت أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ ولا أتبع لهما منه».
قال ابن دقيق العيد رحمه الله:
«لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد».
5
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
أما بعد: ((فإنّ أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد ﷺ وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النّار)).
قال رسول الله ﷺ: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين))(١).
(١) رواه ابن عدي في الكامل (١/١٥٢) وصحّحه الإمام أحمد وابن عبدالبر انظر إرشاد السّاري للقسطلاني (٤/١).
6
فالعلماء الرّبانيون هم نبراس هذه الأمّة وقوّادها، وهم الذين يأخذون بها إلى سبيل النّجاة. فكان لزاماً على كل أحد أن يعرف لهم فضلهم وحقّهم ولهذا قال رسول الله ﷺ: «ليس من أمتي من لم يجلّ كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا»(١).
وللأسف الشديد كثير من النّاس أهملوا هذه الحقوق وضيّعوها فتجدهم يطعنون في العلماء ويكذبون عليهم وينسبون لهم أقوالاً وأفعالاً هم منها براء كبراءة الشمس من اللمس.
ومن هؤلاء العلماء المفترى عليهم العالم الرّباني يتيمة الدّهر وواحد العصر صاحب النثر الرائق والكلم الفائق، والحكم المنيفة والنكت اللّطيفة، وصاحب المؤلفات الكثيرة التي فاح نور كمالها ولاح نور جمالها: إنّه شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبدالحليم ابن عبدالسلام ابن تيمية.
وشيخ الإسلام في الحقيقة غني عن التعريف، كما قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله: «وشهرة إمامة الشيخ تقيّ الدين أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية ويستمرّ غداً كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك إلاّ من جهل مقداره أو تجنب الإنصاف. فما أغلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره. فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمنّه وفضله»(٢).
وللأسف الشديد فقد ظهرت في هذا العصر فرقة من المبتدعة همّها وديدنها الوحيد هو تكفير علماء المسلمين وعوامهم.
فقالوا عن الذهبي أنه خبيث وقالوا عن كتاب التوحيد
(١) رواه أحمد (٣٢٣/٥) وحسن إسناده المنذري في الترغيب وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٩٥).
(٢) الرد الوافر على من زعم أن من سمّى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر ص (٢٤٦).
7
لأن ابن خزيمة كتاب شرك، وكفّرُوا الشيخ محمّد بن عبدالوهاب وابن قيم الجوزية وكثير من العلماء المعاصرين، ثمّ إنهم لم يقفوا عند التكفير فقط بل تعدوا إلى أكثر من ذلك فلبَّسوا على النّاس دينهم وجاؤوا بتُرّهاتٍ من القول لم يقل بها أحد من العلماء.
وابن حجر رحمه تعالى يردّ على هؤلاء ومن مثلهم الذين كفَّروا شيخ الإسلام، بعبارة لم تترك لهم قائمة، وقد رأيت أنّه من المفيد نقلها؛ قال رحمه الله تعالى: فكيف لا ينكر على من أطلق: أنّه كافر؟ بل من أطلق على من سمّاه شيخ الإسلام: الكفر، وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك فإنّه شيخ في الإسلام بلا ريب. والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ولا يصرُّ على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً، وهذه تصانيفه طافحة بالرّد على من يقول بالتجسيم والتبرّي منه، ومع ذلك فهو بشر يخطىء ويصيب فالذي أصاب فيه هو الأكثر يستفاد ويترحم عليه بسببه، والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه، بل هو معذور، لأنّ أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه، حتى كان أشدّ المتعصبين عليه والقائمين في إيصال الشرّ إليه، وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني شهد له بذلك، وكذلك الشيخ صدر الدين ابن الوكيل الذي لم يثبت لمناظرته.
ومن أعجب العجب أن هذا الرجل - أي شيخ الإسلام - كان أعظم النّاس قياماً على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر، فيا قرّة أعينهم إذا سمعوا بكفره ويا سرورهم إذا رأوا من يكفِّر من لا يكفِّرُه !!.
فالواجب على من تلبَّس بالعلم، وكان له عقل أن يتأمل كلام الرّجل من تصانيفه المشتهرة أو من ألسنة من يوثق به من أهل النّقل، فيفرد من ذلك ما ينكر فيحذر منه على قصد النّصح، ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك كدأب غيره من العلماء.
8
ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلاّ تلميذه الشهير شمس الدين ابن القيم الجوزية، صاحب التصانيف السّائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على منزلته.
فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم، والتميز في المنطوق والمفهوم، أئمة عصره من الشافعية وغيرهم! فضلاً عن الحنابلة.
فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء: الكفر أو على من سمّاه شيخ الإسلام لا يلتفت إليه ولا يعوَّل في هذا المقام عليه، بل يجب ردعه عن ذلك، إلى أن يراجع الحق ويذعن للصواب. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل)) انتهى(١).
هذا كلام أمير المؤمنين في الحديث ألا وهو ابن حجر العسقلاني رحمه الله ثمّ إنّه لم يكتف بهذا فقط بل ترجم لشيخ الإسلام ترجمة وافرة ذكر فيها مناقبه ومآثره والعلماء الذين أثنوا عليه وذكر الابتلاءات التي مرّ بها شيخ الإسلام وما نُسب إليه من أقوال هو منها براء كبراءة الشمس من اللمس.
وبهذا تعرف أخي الكريم أن هذه الترجمة تعتبر فعلاً قاصمة ظهر كل من يطعن في شيخ الإسلام وذلك لسببين:
أن صاحب هذه الترجمة هو أمير المؤمنين في الحديث وليس إنسان عادي.
أن هذه الترجمة تعتبر دليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً على أنّ شيخ الإسلام كان محبوباً حتّى عند الذين خالفوه في مسائل من العقيدة وقالوا فيه كلمة الحق، وأثنوا عليه وشهدوا له بالعلم، والورع والزهد، والدفاع عن الدين ولم تأخذهم في الله لومة لائم. وهذا لعمر الله الطريق الصحيح والمنهج الحق في تقويم الرجال ونقدهم.
(١) الرد الوافر على من زعم أن من سمّى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر ص (٢٤٧) و (٢٤٨).
9
فإلى أولئك الذين أخطأوا في حق كثير من العلماء أذكِّرهم بأن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها.
وأسأل الله عزّ وجل أن يرحمنا ويرحم علماءنا ويرحم جميع المسلمين وأسأله سبحانه وتعالى أن يعيد المخطىء والضال إلى الطريق المستقيم وأن ينصر دينه إنّه سميع مجيب والحمدلله رب العالمين.
العبد الفقير إلى ربّه
10
ترجمة الحافظ ابن حجر العسقلاني
هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشهير بابن حجر نسبة إلى آل حجر - قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد. وأرضهم قابس - الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد والمنشأ والدّار والوفاة، الشافعي ولد في ثاني عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ومات والده وهو حدث السنّ فكفله بعض أوصياء والده إلى أن كبر وحفظ القرآن العظيم وهو ابن تسع عند الفقيه صدر الدين السفطي شارح ((مختصر التبريزي))، ولما استكمل سبع عشرة سنة لازم أحد أوصيائه العلامة شمس ابن القطان في الفقه والعربية والحساب وغيرها. وقرأ عليه شيئاً كثيراً من ((الحاوي)) وكذا لازم في ((الفقه)) و ((العربية)) النور الآدمي وتفقه بـ ((الأبناسي)) بحث عليه في ((المنهاج)) وغيره، وأكثر من ملازمته أيضاً لاختصاصه بأبيه.
ثمّ حبب إليه فن الحديث النبوي فأقبل عليه بكلِّيته وأوّل ما طلبه بنفسه في سنة ثلاث وتسعين لكنه لم يكثر من الطلب إلاّ في سنة ست وتسعين، فإنه كما كتب بخطه: ((رفع الحجاب وفتح الباب وأقبل العزم المصمم على التحصيل، ووفق الهداية إلى سواء السبيل)).
ولازم الحافظ الزين العراقي عشرة أعوام وقرأ عليه ((الألفية)) ونكته على ابن الصلاح وكتباً كثيرة. ورحل إلى الإسكندرية، والقدس، والشام، وحلب والحجاز واليمن. وأقبل على الاشتغال والاشغال
11
والتصنيف وبرع في الفقه والعربية وصار حافظ الإسلام، قال بعضهم كان شاعراً طبعاً محدثاً صناعة فقيهاً تكلفاً، انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ومعرفة العالي والنازل وعلل الأحاديث وغير ذلك، وصار هو المعوَّل عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار وقدوة الأمة وعلَّمة العلماء وحجة الأعلام ومحيي السنّة، وانتفع به الطلبة وحضر دروسه وقرأ عليه غالب علماء مصر ورحل الناس إليه من الأقطار.،
وله مصنفات كثيرة منها: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، تغليق التعليق، تهذيب التهذيب، تقريب التهذيب، لسان الميزان، الإصابة في تمييز الصحابة، نكت ابن الصلاح، النخبة وشرحها، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، تقريب المنهج بترتيب المدرج، تخريج أحاديث الرافعي الكبير، إتحاف المهرة بأطراف العشرة، الكاف الشاف تخريج أحاديث الكشاف، هداية الرواة في تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة، اللباب في شرح قول الترمذي: ((وفي الباب))، أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي، طبقات الحفاظ، الاحتفال ببيان أحوال الرجال، نزهة السّامعين في رواية الصّحابة عن التابعين، المجموع العام في آداب الشرب والطعام ودخول الحمام، الخصال المكفِّرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة، توالي التأسيس بمعالي محمد بن إدريس
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، بلوغ المرام في أحاديث الأحكام، قوة الحجاج في عموم المغفرة للحُجاج، الإمتاع بالأربعين المتباينة بشرط السّماع ... وغيرها
وكان شاعراً وله ديوان في الشعر ومن نظمه:
لقد بشر الهادي من الصحب زمرة بجنات عدن كلهم فضله اشتهر
***
12
فانوِ خيراً واعمل الخير فإن لم تطقه أجزأت نيته
وأثنى عليه كثير من العلماء حتى أن الحافظ العراقي لما حضرته الوفاة قيل له: من تخلف بعدك؟ قال: ابن حجر ثم ابني أبا زرعة ثم الهيثمي، وحتى أن كلاً من التقي الفاسي والبرهان الحلبي قالا: ما رأينا مثله.
وكان متواضعاً بعيداً عن التكبر والعجب، فقد سأله الأمير تغري برمش أرأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: ﴿فَلاَ تُزَّكُواْ أَنْفُسَكُمْ﴾ [النجم: ٣٢] توفي ليلة السبت ثامن عشري ذي الحجة ودفن بالرملية. وكانت جنازته حافلة مشهورة. رحمه الله تعالى وجعل الجنة مثواه.
13
وصف المخطوطة:
هذه المخطوطة محفوظة بمركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت برقم ((٥٩٩٨٠/٤)) ومصدرها ((دار الكتب المصرية))، وتحتوي على سبعة عشر ورقة في كل ورقة واحد وعشرون سطراً ومعدّل الكلمات في السّطر الواحد تقريباً ثمان كلمات وهي مكتوبة بخط جيد وواضح على العموم.
عملي في المخطوطة:
١ - ترجمتُ للمؤلف ترجمة موجزة.
٢ - قارنت المخطوطة بالترجمة الواردة في الدُّرر الكامنة (طبعة أم القرى القاهرة مصر بتحقيق محمد سيّد جاد الحق) فتبيّن أنها هي نفسها إلاّ أنّ هناك بعض الزيادة والنقص في مواضع كثيرة أثبته في مكانه.
٣ - عند الاختلاف في السّنوات كنت أرجع إلى البداية والنهاية والعقود الدرية والبدر الطالع وغيرها من الكتب.
٤ - ترجمت للأعلام الوارد ذكرهم في المخطوطة.
٥ - قمت بالرد على الشبهات والافتراءات التي وجهت لشيخ الإسلام.
14
ترجمة الإمام تقي الدين بن تيمية
للحافظ ابن حجر العسقلاني
ب
٢٠٥٤٥
الرقم: التاريخ: تلفون ٥٢٢٠٩٠٠
الصفحة الأولى من نسخة مركز المخطوطات بالكويت [٤ / ٥٩٩٩٨٠/أ]
15
صورة اللقطة الأولى من نسخة مركز المخطوطات والوثائق بالكويت [٤/٥٩٩٩٨٠/أ]
16
صورة اللقطة الأخيرة من نسخة مركز المخطوطات والوثائق بالكويت [٤/ ٥٩٩٩٨٠/أ]
17
صورة اللقطة الأخيرة من نسخة مركز المخطوطات والوثائق بالكويت [٤/ ٥٩٩٩٨٠/ أ]
18
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قال الحافظ شيخ الإسلام قاضي القضاة أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي، صاحب فتح الباري، نزيل القاهرة المحروسة، نفعنا الله تعالى بعلومه، مترجماً شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله تعالى عنه:
هو أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله بن أبي القاسم الشهير(١) بابن تيمية الحراني ثم الدمشقي الحنبلي تقي الدين أبو العباس بن شهاب الدين(٢) بن مجد الدين(٣).
(١) في الدرر بدون ((الشهير)).
(٢) هو شهاب الدين أبو المحاسن، وأبو أحمد عبدالحليم بن عبدالسلام بن عبدالله ابن تيمية الحراني نزيل دمشق، الحنبلي، ابن المجد أبو شيخ الإسلام تقي الدين، ولد سنة (٦٢٧) بحران، وسمع من والده وغيره، ورحل في صغره إلى حلب فسمع بها من ابن اللتي وابن رواحة ويوسف بن خليل، ويعيش النحوي وغيرهم، وتفقه بوالده وتفنن في الفضائل. قال الذهبي: ((قرأ المذهب حتى أتقنه على والده ودرس وأفتى وصنف، وصار شيخ البلد بعد أبيه وخطيبه وحاكمه، وكان إماماً محققاً لكثير من الفنون له يد طولى في الفرائض والحساب والهيئة، ديِّناً متواضعاً، حَسَنَ الأخلاق جواداً من حسنات العصر، تفقه عليه والده أبو العباس وأبو محمد. شذرات الذهب لابن العماد (٣٧٦/٥) والبداية والنهاية لابن كثير (٣٢٠/١٣).
(٣) هو الشيخ مجد الدين أبو البركات عبدالسلام بن عبدالله الخضر بن محمد بن علي الحراني، قال عنه الذهبي: كان الشيخ مجد الدين معدوم النظير في زمانه=
19
ولد سنة(١) إحدى وستين وستمائة، وتحوّل به أبوه من حرّان سنة سبع وستين وستمائة، فسمع من ابن عبدالدائم(٢)، والقاسم الأربلي(٣)، والمسلم بن علان(٤)، وابن أبي عمر والفخر في آخرين، وقرأ بنفسه وسمع سنن أبي داود، وحصّل الأجزاء، ونظر في الرجال، والعلل، وتفقه، وتمهّر، وتميّز، وتقدم، وصنّف، ودرّس، وأفتى، وفاق الأقران، وصار عجباً في سرعة الاستحضار، وقوة الجنان، والتوسع في المنقول والمعقول، والاطلاع(٦) على مذهب السلف والخلف.
= رأساً في الفقه وأصوله، بارعاً في الحديث ومعانيه، له اليد الطولى في معرفة القرآن والتفسير، صنف التصانيف، واشتهر وبعد صيته، وكان فريد زمانه في معرفة المذهب، مفرط الذكاء، متين الديانة، كبير الشأن. شذرات الذهب لابن العماد (٢٥٧/٥ و ٢٥٨).
(١) في الدرر: ولد في عاشر ربيع الأول سنة (٦٦١).
(٢) ابن نعمة الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير. أبو العباس المقدسي النابلسي تفرد بالرواية عن جماعة من المشايخ، ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة، وقد سمع ورحل إلى بلدان شتى، وكان فاضلاً يكتب سريعاً، حكى الشيخ علم الدين أنه كتب مختصر الخرقي في ليلة واحدة، وخطه حسن قوي، وقد كتب تاريخ ابن عساكر مرتين واختصره لنفسه أيضاً. وأضرّ في آخر عمره أربع سنين، وله شعر أورد منه قطب الدين في تذييله، توفي بسفح قاسيون وبه دفن في بكرة الثلاثاء عاشر رجب سنة ثمانية وستين وستمائة، وقد جاوز التسعين رحمه الله، البداية والنهاية (٢٧٢/١٣).
(٣) أبو محمد القاسم بن أبي بكر ابن القاسم بن غنيمة رحل مع أبيه وله بضع عشرة سنة، فذكر وهو صدوق أنه سمع جميع صحيح مسلم من المؤيد الطوسي ورواه بدمشق فسمعه منه الكبار، وتوفي في جمادى الأولى وله خمس وثمانون سنة. شذرات الذهب لابن العماد (٣٦٧/٥).
(٤) القاضي الجليل شمس الدين أبو الغنايم المسلم بن محمد بن المسلم بن مكي ابن خلف القيسي الدمشقي ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وسمع الكثير من حنبل وابن طبرزد وابن مندويه وغيرهم وأجاز له الخشوعي وجماعة، وكان من سروات الناس، توفي في ذي الحجة سنة (٦٨٠)، شذرات الذهب لابن العماد (٣٦٩/٥).
(٥) في الدرر الكامنة نسخ بدل ((سمع)).
(٦) في الدرر الكامنة ((والإطالة)).
20