আরবি বিশ্বে অনুবাদ: বাস্তবতা এবং চ্যালেঞ্জ: পরিষ্কার পরিসংখ্যান সহ তুলনামূলক আলোকে
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
জনগুলি
وليس غريبا أن عصر العلم بدأ مع عصر الصناعة، العلم المنهج والمبحث والبرهان العقلي والإيمان بالعقل النقدي وبالتغيير قانونا للوجود. ولكننا لا نزال نعيش عصر ما قبل العلم، وهذا ما تؤكده حال الترجمة العلمية في عالمنا العربي. نعيش عصر ما قبل العلم، ليس فقط بسبب غلبة الإنسانيات - وإن كان الفصل بين علوم إنسانية وعلوم طبيعية بات فصلا غير مستساغ، في ضوء الإيمان بوحدة العلم انطلاقا من الإيمان بوحدة الإنسان/الكون، ناهيك عن تطور الإنسانيات وصبغتها العلمية - ولكن من حيث موقفنا من المعرفة، ونهجنا في الحياة وافتقارنا إلى المنهج، وغياب البحث العلمي المؤسسي أو عزلته اجتماعيا، ومن ثم غياب النشاط العلمي كفعل اجتماعي وغياب المناخ الحافز له، والذي ينعكس في غياب الطلب على الكتاب العلمي وقصور الإقبال على ترجمته. وإذا كان العلم إيمانا بالتغيير بناء على معرفة علمية بالواقع، فإننا في ضوء إغفال العلم نعزف عن تغيير مجتمعنا ونعيش حياة استاتيكية أو راكدة أو حياة تخضع لنظام معرفي استاتيكي؛ ولذلك لا نجد قضية تغيير المجتمع هي القضية الملحة، بل تغيير الذات؛ أي أن نغير ما بأنفسنا. ونعيش عصر ما قبل العلم متمثلا في غياب العلوم الأساسية والموسوعات والدوريات والمعاجم العلمية، غيابها إبداعا وفعلا؛ وهذا لغياب الفعل العلمي كنشاط اجتماعي. ونجد لغتنا - وهي فكرنا - لغة غير علمية وتعبر عن فكر بعيد كل البعد عن العلم. ولأننا نعيش عصر العلم بلغته، فإننا نعيش أزمة التناقض بين العلم واللغة العربية. والتزمنا هنا نهجا خاطئا؛ إذ حصرنا مشكلة الترجمة العلمية في المصطلح العلمي، وراج القول: إنها مشكلة لغة. وأصبح الموقف إما دفاعا عن اللغة أو اتهامها بالقصور، ثم نراه اتهاما مردودا إلى نحورنا؛ لأن اللغة هي ذاتنا. ونحتال لدفع الاتهام دون أن نحتال لشق الطريق الصعب وهو تغيير المجتمع إنسانا وفكرا وسلوكا ونظرة إلى الحياة وتقديسا للمعرفة العلمية. وذهب بنا الظن إلى أننا إذا ترجمنا المصطلح فقط، تيسرت لنا المعرفة العلمية والنشاط العلمي، ونسينا أن اللغة فكر نشط؛ أي فعل اجتماعي في الأساس. واللغة العلمية هي النشاط العلمي الذي يهيئ إمكانات تطويع اللغة. الإنسان يكون إنسانا علميا بفضل نشاطه العلمي وليس بما يمتلكه من مفردات؛ فالكلمات تأتي تالية للنشاط، والمجتمعات التي تقدمت هي تلك التي طوعت النشاط العلمي للغة الأم؛ أي بدأت به ثم عبرت عنه، وأبدعت مصطلحاتها العلمية بفضل نشاطها، ولم تنكب بداية ونهاية على تطويع المصطلح الأجنبي.
نحن ننظر إلى اللغة في انفصال عن النشاط الاجتماعي كأن لها وجودها المستقل، ومن ثم نظن أن العيب والقصور في اللغة وليس في الإنسان الراكد الذي لا يفعل. ولهذا يدفع البعض قائلا: إن اللغة قادرة على أن تكون لغة علم، ولكن كيف والمجتمع عاطل صفر اليدين من النشاط العلمي، وحياة المصطلح رهن الاستعمال الاجتماعي له في مجاله؟! ويرى البعض أيضا أن قصور اللغة سببه الغزو اللغوي وليس الجمود أو حالة الخمول الاجتماعي
Social Apathy . والسؤال هو: كيف نوفر المصطلح ونحن عاطلون عن النشاط العلمي؟
المصطلح قرين ونتاج البحث العلمي. والمصطلح مفهوم، والمفهوم لا يتحصل إلا من خلال وبفضل نشاط البحث العلمي ومعايشة العلم؛ لأن المصطلح لغة أي فكر أو مفهوم، والذي هو الوجه الآخر للفعل الاجتماعي في وحدة وتكامل. وسوف يظل العلماء يكتشفون ويبدعون، وسنظل نحن نكتشف ونبدع، وتظل اللغة تلهث ابتغاء صياغة المصطلحات الدالة على المفاهيم الجديدة، ولكن نشاطنا هو الأساس الأول لكي نواكب. ومع ترجمة القديم أو السابق نستطيع من خلال نشاطنا البحثي أن نلاحق ونضيف. إن لدينا الآن مئات الآلاف من المصطلحات العلمية التي تتزايد باطراد، ولكن أين صداها في التعليم أو في المجتمع؟ وهي على كثرتها لم تصنع من مجتمعنا مجتمعا علميا. إن المصطلح ظاهرة اجتماعية يولد ويحيا من خلال النشاط الاجتماعي. ولغة العلم تنمو وتزدهر في وطن يرعاها حين يجسدها في فكره ونشاطه فتكون بعضا من وجوده الحياتي.
البعد الاجتماعي لأزمة ترجمة المصطلح
المصطلح والخطاب الاجتماعي
لم تبدأ اللغة بصيحة بل بفعل. والكلمة ليست صوتا، ولا الفعل حركة ظاهرية، ولكنها ذلك النشاط التاريخي الفردي المجتمعي الفاعل في الوجود والمنفعل بالوجود عبر دائرة تأويلية يتوسطها الجهاز العصبي؛ لذا فإن عبارة «الكلمة، الفعل، الفهم»، تؤلف معا في تزامن بنية واحدة متحدة العناصر لوعي الإنسان من حيث هو إنسان اجتماعي فاعل متطور تاريخيا تطورا ثقافيا بيولوجيا في إطار من الوجود النفسي الفيزيقي. والوجود هنا ليس شيئا مستقلا عن الفكر، وكذلك الفكر واللغة والأشياء والنشاط في التاريخ تؤلف جميعها الإنسان، أو خطاب الإنسان مع الطبيعة والمجتمع.
وهنا مكمن خطر؛ ففي حالة تخلف أو غياب عنصر الفعل النشط الإنتاجي قد تأخذ الكلمة صورة استقلال ذاتي متوهم باعتبارها وعي الروح الفردي المثالي، ووعاء خبرة مقطوعة الصلة بالفعل؛ أي بالواقع. وتتراص الكلمات طليقة بمحتواها الانفصامي، ويكون الفهم هنا غير عياري من نسيج تخييلات ثقافة مجتمعية محلقة في الفضاء.
والمصطلح شكل أرقى من أشكال الكلمة، قياسا إلى اللغة العادية؛ ذلك أنه إحدى لبنات لغة العلم، ويستهدف التعريف أو تحديد المفهوم في دقة وإحكام وإيجاز، ولكنه من هذه الزاوية تحديدا يدخل أيضا نطاق اللغة العامة وبناء الوعي؛ ذلك لأن العالم المتخصص مثلما يتحدث إلى أقرانه، يتواصل أيضا مع الآخرين من غير أبناء تخصصه، ومن ثم يتعين أن تكون لغته مفهومة للجميع. ومن هنا لا يكون المصطلح، ومن ثم لغة العلم، رموزا اصطلاحية بين متخصصين، بل لغة تفسير ووصف وتحليل لظواهر الكون؛ ولهذا تسهم لغة العلم بمصطلحاتها في صياغة إطار معرفي علمي، أو لنقل: عصري. واتفاق الآراء بشأن هذا الإطار هو ركيزة انتماء المجتمع إلى رؤية واحدة وموحدة للكون والإنسان، ولا يكون الحوار بين أبنائه حوار طرشان.
المصطلح والحوار النشط
অজানা পৃষ্ঠা