وحين ألح الطارق المنادي قالت هي في صوت آمر قوي بالحق الذي أحست أنها تتجسده: انظر فيم يريدك!
وكسجين تحطم عنه القيد، قال بصوت يشرخه الرعب: انتظر، أنا قادم إليك.
وتوقف الطارق عن الطرق وعن النداء، وقصد زين إلى باب البيت، وخرج إلى سواد الليل.
21
عينان حمراوان، وبنيان تصدع، ووجه مكروب، وشارب متهدل، وعمامة منداحة على الرأس، وخوف ووجل، واستخذاء ورعب وانزواء. هكذا كان العمدة وهو جالس في صدر قاعته بدواره. وحيدا كان ليس حوله من أهل القرية أحد، تقتله الوحشة، من حجرته كما تقتله الوحشة من داخله.
من هؤلاء؟ أمن الجن هم أم من البشر؟ أم قد أرسل الله إليه ملائكة شدادا ينتقمون لكل من أصابهم في حياتهم، وفي أمنهم، وفي أموالهم؟!
أتكون هكذا نهايته، وهو الذي عتا ما عتا في البشر.
ألم يكن الموت أرحب يتوارى في طواياه من هذا الخزي؟ وكيف يكون مقامه في قريته من بعد اليوم؟
الناس جميعا يرونه مسربلا بالخزي والعار.
لقد كانت الجموع في طريقها إلى المسجد لصلاة الفجر، ولا حديث لها إلا الهوان الذي أحاط به.
অজানা পৃষ্ঠা