والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون . •••
وهش زين الرفاعي حين رأى ابنيه ومعهما رشيدة يدخلون البيت على غير توقع، وبعد غياب سنوات عن البلدة، أما أمهما رتيبة، فقد راحت تحتضن ابنيها ومعهما رشيدة، والدموع تهمى من عينيها كما لقفتهم أختهما عزيزة بشوق صادق متدفق. وحين هدأت بهم الجلسة قال زين: يا أهلا ... يا مرحبا ... لقد أصبح غريبا علي أن أراكم في البلدة.
وقالت الأم وهي تجتذب نفسا مطمئنا من أعماق أمومتها: يا أخي بركة ... البيت من غيرهما ليس بيتا.
ويضحك الأخوة الثلاثة وتقول عزيزة: أمي رتيبة لها حق، الحياة بعيدا عنكما لا تستحق أن تعاش، أظن هذه أول مرة تأتين فيها البلد يا رشيدة؟
وتبتسم رشيدة وتومئ برأسها: أن نعم، وتقول رتيبة: أهذا كلام يا أهلا بك في بيتك يا بنتي ... يا أهلا يا مرحبا ألف أهلا.
ويقول زين: ولكنني فقط أريد أن أطمئن ... أهي زيارة؟
ويبتسم مأمون ورشيدة، ويقول سامي: بل إقامة.
وتختلط الدهشة بالخوف في وجه رتيبة، ويقول زين: ماذا؟!
وتلحق به رتيبة في سرعة متوجسة: وشغلكم؟
ويضحك سامي ورشيدة ومأمون، ويقول مأمون: أتخشين أن نخرج من أعمالنا كل هذه الخشية؟ ... من يسمع هذا يحسب أنكم تعيشون من مرتباتنا.
অজানা পৃষ্ঠা