وأشار سامي إلى الفصل أن يصمت، فصمت التلاميذ، وسأل ماهر: ماذا؟
وقال ماهر: فاكهي.
ولم تكن صناعة الأب ذات شأن فيما ثار بنفسه من شك حول اسم شملول. - وما لك لا ترفع صوتك؟ لا تخف يا ماهر، أنت لم تصنع شيئا يستحق منك هذا الخوف، قل لي يا ماهر: هل أبوك من مصر أم من الأرياف؟ - أنا يا أستاذ ولدت بمصر، ولكنني أعرف أن أبي من الصعيد.
وبدأ خيط من نور يخترق الشك الغامض. - ألا تعرف من أي بلدة في الصعيد؟ - أظن يا أستاذ من بلدة اسمها التمرة.
وانقطع الشك باليقين، لا شك إذن. وجلس سامي وصمت طويلا، ثم قال لماهر: لا بأس عليك يا ابني، لن أمسك بأي سوء. اهدأ ... اهدأ تماما، واذهب إلى مكانك.
وأكمل سامي الدرس، حتى إذا دق الجرس وبدأ التلاميذ يخرجون إلى الفسحة، نادى سامي تلميذه ماهر وسأله: أين دكان أبيك يا ماهر؟
وتلجلج ماهر، وهمس أحد التلاميذ إلى الآخر: «الظاهر الأستاذ يريد أن يتعشى فاكهة الليلة»، وضحك الذين سمعوا التعليق، ولم يلتفت سامي إلى ضحكهم، وانتظر حتى خلا الفصل به وبماهر، وقال له: لا تخف، أنا أريده في شيء خاص، بعيد كل البعد عنك.
واطمأن ماهر، وقال: في شارع حسن صبري يا أستاذ. - وهل يذهب أبوك بعد الظهر إلى الدكان؟ - نعم. - إذن فأخبره أنني قادم إليه اليوم، فلينتظرني. - أمرك يا أستاذ. - هل أنت وحيد أبيك؟ - بل لي أخ، وهو تلميذ هنا في السنة الثانية، واسمه مختار. - أحضره لي غدا في غرفة المدرسين لأتعرف عليه. - أمرك يا أستاذ. - مع السلامة يا بني.
16
صحب سامي رشيدة، وذهب إلى شملول. واشترت رشيدة بعض الفاكهة، وفجأة قال سامي دون أن يوجه الحديث إلى أحد بعينه من الواقفين بالدكان. - من شملول؟
অজানা পৃষ্ঠা