তারিক ইখওয়ান সাফা
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
জনগুলি
31
إن هذه الآية من سورة البقرة، التي يستشهد بها الإخوان هنا واضحة الدلالة؛ فأهل الأديان السماوية، وكل من آمن بالله واليوم الآخر، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وعلى ما ورد في سورة البقرة، الآية 62: ... فلهم أجرهم عند ربهم ... .
لهذا يذم الإخوان اقتتال أهل الشرائع المختلفة وتكفير بعضهم بعضا وهدر دم بعضهم بعضا، ويعلنون أن مذهبهم هو مذهب الرحمة والشفقة لكل الناس: «... فإن من الناس من يرى ويعتقد في دينه ومذهبه أنه حلال له سفك دم كل مخالف له في مذهبه، مثل اليهود والخوارج، وكل من يكفر بالرب. ومن الناس من يرى ويعتقد في دينه ومذهبه الرحمة والشفقة للناس كلهم، ويرثي للمذنبين ويستغفر لهم، ويتحنن على كل ذي روح من الحيوان، ويريد الصلاح للكل. وهذا مذهب الأبرار والزهاد والصالحين من المؤمنين، وهذا مذهب إخواننا الكرام [إخوان الصفاء]» (45: 4، 44).
وأيضا: «فإذا تأملت في أمور الدنيا وجدتها كدار قد ملئت أجناس حيوانات تعادي بعضها بعضا عداوة طبيعية ... كعداوة البوم والغربان، وعداوة الكلب والسنانير ... فهكذا أمور الدنيا وأهلها، الأشرار أعداء الأخيار، والفقراء أعداء الأغنياء يتمنون لهم المصائب، وإذا قدروا على شيء من أموالهم أخذوه ونهبوه. وكذلك أهل الشرائع المختلفة يقتل بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، كما يفعل النواصب والروافض والجبرية والقدرية والخوارج والأشاعرة، وغير ذلك. وكذلك في الملة العبرانية مثل العينية والسمعية، وفي الملة السريانية كالنسطورية واليعقوبية وما بينهما من الخلاف. وكذلك في الملة الصابئية ... ثم اعلم أنه لا يصلح بين أهل الديانات ولا يؤلف بين المتعاديات ... إلا المعرفة بالحق الذي يجمعهم على كلمة التقوى» (31: 3، 160-161).
ولإيضاح مذهبهم المتسامح البعيد عن الهوى والتعصب، يورد الإخوان الحوار الآتي: «فهذه محاورات جرت بين رجلين، أحدهما: من أولياء الله تعالى وعباده الصالحين الذين نجاهم الله من نار جهنم ... والآخر: من الهالكين المعذبين فيها بألوان العذاب.
قال الناجي للهالك: كيف أصبحت يا فلان؟
قال: أصبحت في نعمة من الله، طالبا للزيادة راغبا فيها حريصا على جمعها، ناصرا لدين الله، معاديا لأعداء الله، محاربا لهم.
قال الناجي: ومن أعداء الله هؤلاء؟
قال: كل من خالفني في مذهبي واعتقادي.
قال: وإن كان من أهل لا إله إلا الله؟
অজানা পৃষ্ঠা