38

The Path to Achieving Desired Knowledge through Understanding Rules, Principles, and Fundamentals

طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول

প্রকাশক

دار البصيرة

সংস্করণ

الأولى

প্রকাশনার স্থান

الإسكندرية

١٤٥ - والنبوة مشتملة على علوم وأعمال لابد أن يتصف الرسول بها، وهي أشرف العلوم وأشرف الأعمال، فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب؟ والعالم لا يخلو من آثار النبوة والرسالة، ومحمد ﷺ قد جمع الله فيه أكمل الصفات وأفضلها التي يوصف بها الأنبياء: في نفسه وأخلاقه، وفي دينه وشريعته وما جاء به، وفي آياته وبراهينه المتنوعة التي هي أكثر وأقوى وأوضح من جميع البراهين اليقينيّة، الدالة على صدقه، وصحة ما جاء به.

١٤٦ - ومن تأمَّل ما جاء به، علم أن مثل هذا لا يصدُر إلا عن أعلم الخلق وأصدقهم وأبرِّهم، وأن مثل هذا يمتنع صدوره عن كاذب متعمد للكذب، مُفُترٍ على الله بالكذب الصريح، أو مخطيء جاهل ضالٌّ يظن أن الله أرسله ولم يرسله، لأن فيما أخبر به وما أمر به من الأحكام والإتقان، وكشف الحقائق، وهدى الخلائق، وبيان ما يعلمه العقل جملة، ويعجز عن معرفته تفصيلاً - ما يبين أنه من العلم والخبرة والمعرفة في الغاية التي باين بها أعلم الخلق وأكملهم.

١٤٧ - وفيه من الرحمة والمصلحة والهدى والخير، ودلالة الخلق على ما ينفعهم، ومنع ما يضرّهم: ما يبين أن ذلك صدر عن راحم بار، يقصد غاية الخير والمنفعة للخلق. ومن تمَّ علمه، وتم حسن قصده، امتنع أن يكون كاذباً على الله يدعي هذه الدعوى العظيمة. وكذلك الأنبياء صلوات الله عليهم.

١٤٨ - إذا (استقرأ) الإنسان ما علمه مما يجده فى نوع الإنسان، من أن كل من عظُم ظلمه للخلق، وضرره لهم، كانت عاقبته عاقبة سوء، وأتبع اللعنة والذم. ومن عظم نفعه للخلق، وإحسانه إليهم، كانت عاقبته عاقبة خير - استدَّل بما علم على ما لم یعلم.

١٤٩ - كذلك سنته في الأنبياء الصادقين وأتباعهم من المؤمنين، وفي الكذابين والمكذبين بالحق: إن هؤلاء ينصرهم، ويبقي لهم لسان صدق في الآخرين. وأولئك ينتقم منهم، ويجعل عليهم اللعنة.

38