275

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

প্রকাশক

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

সংস্করণের সংখ্যা

الثانية ١٤٢٧هـ

প্রকাশনার বছর

٢٠٠٦م

জনগুলি

الثاني: أن يبين وجه تعيينه لهذا المعنى أنه المراد:
الثالث: أن يقيم الدليل الصارف للفظ عن حقيقته وظاهره؛ لأن الأصل عدمه، قال ابن الوزير ﵀: "من النقص في الدين رد النصوص والظواهر، ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموجب للتأويل.."١.
الرابع: أن يبين سلامة الدليل الصارف عن المعارض، إذ دليل إرادة الحقيقة والظاهر قائم، وهو إما قطعي، وإما ظاهر، فإن كان قطعيًّا لم يلتفت إلى نقيضه، وإن كان ظاهرًا فلا بد من الترجيح٢.
ومما يدل على إعمال الظواهر أنه لا يتم بلاغ ولا يكمل إنذار، ولا تقوم الحجة ولا تنقطع المعذرة بكلام لا تفيد ألفاظه اليقين، ولا تدل على مراد المتكلم بها؛ بل على خلاف ذلك، فينتفي عن القرآن -والعياذ بالله- معنى الهداية، وشفاء الصدور، والرحمة، التي وصف الله تعالى بها كتابه الكريم، ومعاني الرأفة والرحمة والحرص على رفع العنت والمشقة عن الأمة، التي وصف الله تعالى بها نبيه ﷺ في كتابه العزيز، وهو الذي ترك الأمة على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فلا التباس في أمره ونهيه، ولا إلغاز في إرشاده وخبره، باطنه وظاهره سواء، كيف لا، وهو القائل: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ... " ٣.
ودلالته ﷺ للأمة في شأن اعتقادها أهم أعماله، وأولاها بالإيضاح، والإفهام بلسان عربي مبين، والجزم واقع بأ الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم-، فهموها على وجهها الذي

١ إيثار الحق لابن الوزير ص١٢٩.
٢ مجموع الفتاوى "٦/ ٣٦٠-٣٦٢"، والصواعق المرسلة لابن القيم "١/ ٢٨٨-٢٩٠"، وبدائع الفوائد لابن القيم "٤/ ١٠٠٩".
٣ أخرجه مسلم "١٨٤٤" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄.

1 / 296