তারিখ উম্মা কাসর রাশিদুন
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
জনগুলি
ويقول الواقدي: إن اسمه «توما»، وهو صهر الملك هرقل، ويسمي رجلا آخر هو «هربيس»، ولعله كان مساعد البطريق،
8
ويقول ابن خلدون: إنه «منصور بن سرجون»،
9
وكائنا ما كان اسمه فإن القائد في ذلك الحين قد ضاق ذرعا بالحصار العربي، ويئس من الأمداد البيزنطية أن تصل؛ لأن ذا الكلاع الحميري الذي بعثه أبو عبيدة ليقطع كل صلة بين أهل حمص من الروم وبين أهل دمشق تمكن من تشتيت الأمداد التي بعثها الحمصيون إغاثة لأهل دمشق، وأتى الصيف وأهل دمشق على حالتهم اليائسة.
وقد اختلفت روايات المؤرخين في الفتح وكيفية وقوعه، وشرائطه، فيقول سيف بن عمرو ومن تبعه من المؤرخين: إن نصف المدينة فتح صلحا على يد أبي عبيدة، والنصف الآخر فتح حربا، وإن خالدا هو الذي دخل حربا. وروى الواقدي: أن سكان دمشق لما رأوا ثبات المسلمين طلبوا من حاكمهم توما صهر هرقل - وكان في حمص - النجدة وإلا سلموا المدينة، فوعدهم بالمساعدة، ولكنه فشل، فطلب نفر منهم الصلح مع أبي عبيدة، فصالحهم ولم يعلم خالد بذلك. ويروي ابن عساكر رواية ثالثة مؤداها أن أحد الرهبان صالح خالدا على شروطه التي سماها له، وأن يزيد بن أبي سفيان دخل المدينة قسرا، ويروي البلاذري أن بعض الرهبان خابر قومه واتفق مع خالد على أن يفتح له باب المدينة الشرقي، ففتحه ودخل المسلمون، وكان ذلك يوم عيد، أما أبو عبيدة فإنه دخل قسرا من باب الجابية.
وكما اختلف المؤرخون في الفتح وكيفيته وشرائطه اختلفوا في وقته، فذهب بعضهم إلى أن دمشق فتحت في أواخر سنة 13ه، وقال آخرون: بل إنها فتحت في محرم سنة 14ه، وذهب بعضهم إلى أن ذلك كان في رجب سنة 14ه، وأن الحصار دام ستة أشهر، وقيل: بل أربعة أشهر، وقيل: بل سبعين يوما.
10
والذي نراه أن المدينة قد فتحت صلحا من جانب، وأن بعض القادة قد عقد الصلح معه بطريقها، ولكننا لا نستطيع أن نسمي القائد الرومي الذي تولى الدفاع عن المدينة، كما لا نستطيع أن نسمي القائد العربي الذي عقد الصلح لتضارب الأقوال في ذلك، وعدم وجود الأدلة الكافية التي ترجح قولا على قول، كما نرى أن جزءا من المدينة قد أخذ حربا بدليل أمر قسمة الكنيسة الكبرى «الكاتدرائية» بين المسلمين وبين أهل المدينة؛ فقد أجمع مؤرخو المسلمين على ذلك بالرغم من معارضة بعض المستشرقين في هذا، ولكن لا حجة لهم، وإن شرائط التسليم التي كتبها خالد (أو أبو عبيدة) لأهل دمشق تؤيد ما قلناه، وإليك نص الكتاب الذي كتبه أبو عبيدة على لسان أهل دمشق بمناسبة عقد الصلح نقلا عن ابن عساكر: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب لأبي عبيدة بن الجراح ممن أقام بدمشق وأرضها وأرض الشام من الأعاجم، إنك حين قدمت بلادنا سألناك الأمان على أنفسنا وأهل ملتنا، وإنا اشترطنا لك على أنفسنا ألا نحدث في مدينة دمشق ولا فيما حولها كنيسة ولا ديرا ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما تهدم من كنائسنا ولا شيئا مما كان في خطط المسلمين، ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وأبناء السبيل، ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوسا، ولا نكتم على من غش المسلمين، وعلى ألا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا، ولا نظهر الصليب عليها، ولا نرفع أصواتنا في صلاتنا وقراءتنا في كنائسنا، ولا نخرج صليبنا ولا كتابنا، ولا نخرج باعوثا ولا شعانين، ولا نرفع أصواتنا بموتانا، ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بالخنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركا في نادي المسلمين، ولا نرغب مسلما في ديننا، ولا ندعو إليه أحدا، وألا نتخذ شيئا من الرقيق الذين جرت عليه سهام المسلمين، ولا نمنع أحدا من قرابتنا إن أراد الدخول في الإسلام، وأن نلزم ديننا حيثما كنا، ولا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا في مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نتسمى بأسمائهم، ونجز مقادم رءوسنا، ونفرق نواصينا، ونشد الزنانير على أوساطنا، ولا ينقش في خواتمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئا من السلاح، ولا نجعله في بيوتنا، ولا نتقلد السيوف، وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوها، ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا نشارك أحدا من المسلمين إلا أن يكون للمسلم أمر التجارة، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل من أوسط ما نجد، ونطعمه فيها ثلاثة أيام، وعلينا ألا نشتم مسلما، ومن ضرب مسلما فقد خلع عهده.
ضمنا بذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكننا، وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما اشترطنا لك وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق، على ذلك أعطينا الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا، فأقرونا في بلادكم التي ورثكم الله إياها، شهد الله على ما شرطنا على أنفسنا، وكفى بالله شهيدا.»
অজানা পৃষ্ঠা