তারিখ উম্মা কাসর রাশিদুন
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
জনগুলি
صلى الله عليه وسلم : لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد؟ ووددت أني كنت سألته: هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟ ووددت أني كنت سألته عن ميراث ابنة الأخ والعمة؛ فإن في نفسي فيها شيئا.
2
والحق أن في هذه الأمور التي عددها بعض المآخذ التي تؤخذ عليه في إدارته، ولكنه كان في ذلك كالمجتهد الذي اجتهد وحاول وسعه أن يصل إلى الصواب فلم يصب الهدف، وسنحاول في المباحث الآتية تبيين بعض الأعمال التي قام بها أبو بكر في تنظيم الأعمال الإدارية، والتي حاول جهده أن يجعل حكومته تسير على المنهج المحمدي، وتسمو نحو الكمال الذي دعا إليه الإسلام، فيما يلي: (1) الخلافة
تحمل أبو بكر أعباء الخلافة النبوية وهو كاره للقيام بهذا الحمل الثقيل، وقد رأينا قوله في ذلك وتأسفه على أنه قبله ولم يلح على أي من عمر أو أبي عبيدة أن يحمله، ويكون له وزيرا ومرشدا، ولكن الظرف الذي استخلف فيه والبيئة التي اضطرته على أن يقبل الخلافة كانا ظرفا وبيئة لهما حالة خاصة، وقد رأينا تفصيل ذلك وكيفية استخلاف أبي بكر في الفصل الذي عقدناه لقصة يوم السقيفة.
كان أبو بكر من عقلاء العرب والمطلعين على تقاليدهم وأعرافهم ومصطلحاتهم، واسع المعرفة بماضيهم، نافذ البصيرة في كشف حقائق حاضرهم، فلما أتيح له أن يتولى أمورهم سار فيهم سيرة عاقل حصيف، ودبر تدبير حازم رشيد، لم يخالف تعاليم الإسلام، ولكنه لم يهدم ما لم يخالفه الإسلام من تعاليم الجاهلية، وقد رأى أن رسول الله كان يستوحي ربه فيعلم أمته ويرشدها إلى السراط السوي، فلما ولي أبو بكر وانقطع الوحي الرباني أخذ خليفة النبي يستوحي القرآن والسنة النبوية، ويسترشد بهديهما في حل القضايا التي تلاقيها خلافة المسلمين، فهو لا يقطع بأمر إلا ويستفتي فيه كتاب الله، وقلبه، وكبار أصحاب رسول الله، وقد سار بسياسة الشورى لإقرار الإسلام إياها، ولموافقتها لروح العرب المحبة للديمقراطية، الكارهة للاستبداد، النافرة من الديكتاتورية، ولكنه كان مع حبه للديمقراطية والشورى كان يفكر فيما يشار عليه به ويناقشه، فإذا رآه صوابا سار بمقتضاه، وإذا رآه معوجا تحاشاه.
لقد رأى أبو بكر أن الخلافة - كما يدل عليها مصدر استقامتها - هي نيابة الرسول في «حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية والراجعة إليها؛ إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشرع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به.»
3
وهكذا سار أبو بكر بأمور المسلمين سياسة مطابقة لروح الشرع في أمور الدين، ولم يخالف روح الشرع في أمور الدنيا. ومما يدل على أن أبا بكر كان يعتقد أن الخلافة هي نيابة عن النبي في تنفيذ أحكام الشرع أن المسلمين حين أرادوا أن يلقبوه أول الأمر بلقب يميزونه به قالوا له: يا خليفة الله، كما كانوا يخاطبون محمدا بقولهم: يا نبي الله، فلم يرض بذلك، ونهاهم عن مخاطبته به، وقال: لست خليفة الله، ولكني خليفة رسول الله. ويعلق الفيلسوف الإمام ابن خلدون على هذا بقوله: «لا بد أن الاستخلاف إنما هو في حق الغائب، وأما الحاضر فلا.»
4
لذلك لقب أبو بكر بخليفة رسول الله؛ لأنه كان خلفه في تنفيذ أحكام الشرع وترتيب شئون الدولة الإسلامية، وكان عمر يلقب أول الأمر بخليفة خليفة رسول الله، ولكنهم رأوا أن ذلك اللقب طويل، فاختاروا لقب إمارة المسلمين كما سنرى تفصيل ذلك فيما بعد.
অজানা পৃষ্ঠা