তারিখ উম্মা কাসর রাশিদুন
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
জনগুলি
صلى الله عليه وسلم
ما رددت جيشا جهزه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ولا حللت لواء عقده رسول الله، وأمر أسامة أن يمضي لوجهه ذلك، فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، لكن ندعهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين، فثبتوا على الإسلام، وكان ذلك بفضل أبي بكر وحسن إدارته.
وإن أول ما يلاحظه المرء في إدارة أبي بكر هو مضاء عزمه، فإنه كان إذا ما حزبه أمر فكر فيه ودرسه من جميع نواحيه ثم قرر أمره، فإذا قرر لم يكد يغير، وهذه مزية من أجل مزايا رجال الأعمال والإدارة، فإن التردد والتراخي والاتكال على الآخرين مضيعة للوقت ومقتلة للمواهب، وما كان أبو بكر إلا عزوما حارفا، اتخذ من كتاب الله مرشدا ومن رسوله دليلا، ومن السنة المطهرة قائدا، فسير بذلك أعماله الإدارية فأتت على أحسن سبيل وأقوم نهج، رأى أن خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، فسله على المشركين والمرتدين، وتناسى كل الهفوات التي كانت قد صدرت منه على الرغم من مخالفة بعض كبار الصحابة له في رأيه فيه، وعلى مقدمتهم عمر، فاستمسك أبو بكر بخالد وشجعه، وكان في ذلك الفوز للإسلام والنصر للعروبة.
وكان أبو بكر في إدارته مثال الرجل الكامل العاقل الفاضل، لم تؤثر عنه هفوة، ولا اتهم بمحاباة، ولا وقع في غلطة سوى ما قال هو عن نفسه؛ فقد روى الطبري أنه قال يوم موته: إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن ووددت أني تركتهن، وثلاث تركتهن ووددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب، ووددت أني لم أكن حرقت الفجاءة السلمي، وأني كنت قتلته سريحا أو خليته نجيحا، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين،
1
فكان أحدهما أميرا وكنت وزيرا.
أما اللاتي تركتهن: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه، فإنه تخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه، ووددت أني حين سيرت خالد بن الوليد إلى أهل الردة كنت أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مددا، ووددت أني كنت إن وجهت خالد بن الوليد إلى الشام كنت وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله، ومد يديه، ووددت أني كنت سألت رسول الله
অজানা পৃষ্ঠা