তারিখ উম্মা কাসর রাশিদুন
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
জনগুলি
وأما البنات فكبراهن «السيدة أسماء» الملقبة بذات النطاقين، تزوجها الزبير بن العوام، وولدت عدة أولاد، منهم: «عروة» وهو من فقهاء المدينة السبعة، و«عبد الله»، وقد عمرت طويلا حتى جاوزت المائة ولم يسقط لها سن، إلا أنها عميت آخر عمرها بعد مقتل ابنها عبد الله من كثرة بكائها عليه، وكانت سيدة جليلة فصيحة، حاضرة القلب واللب، ولها أخبار كثيرة تدل على عظم نفسها، ومن أشهر تلك الأخبار: خبرها مع الحجاج بعد مقتل ابنها عبد الله، وقد روي لها في صحيحي الإمامين: البخاري ومسلم نحو ستين حديثا.
ثم «السيدة عائشة» زوج رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وقد تقدم الكلام عنها وعن فضلها وأثرها الجليل في الإسلام؛ فقد كانت من أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب والشعر والنسب والحديث وأشعار العرب، وأصغر البنات هي «السيدة أم كلثوم» ولدتها أمها بعد وفاة أبي بكر، ولما كبرت أراد عمر أن يتزوجها فلم يتم له ذلك، ثم تزوجها طلحة بن عبيد الله، (رضي الله عنهم جميعا).
9
الفصل الخامس
في أعماله الإدارية والتنظيمية
رأينا في القسم الأول من عصر الانطلاق أن النبي الكريم لم يمت حتى رتب شئون حكومته، ونظم أعمالها الإدارية والقانونية وما يتعلق بذلك من أحوال الجيش والسياسة والمال والقلم، وفصل ذلك تفصيلا لم يسبقنا إليه أحد ممن تعرض لتاريخ العهد النبوي فيما نعلم، ولا شك في أن الصديق العظيم قد سار على غرار النهج النبوي في طراز حكومته وأسلوب إدارته حذو القذة بالقذة؛ لأنه كان شديد الحرص على أن يقلد النبي
صلى الله عليه وسلم
في حركاته وسكناته وإرشاداته وإصلاحاته، ولا عجب! فإن حب أبي بكر للنبي وحب النبي لأبي بكر وتقاسمهما مشاكل الحياة وظروفها في السراء والضراء، كان حبا عجيبا، وكانت أخوتهما ومودتهما مضرب الأمثال.
نهج أبو بكر في تراتيب حكومته على الطريقة المحمدية، فتمم كل أمر شرع فيه الرسول، سواء أدرك الحكمة منه أو لم يدركها؛ فقد أرسل جيش أسامة إلى الشام وهو أحوج ما يكون إليه لقتال المرتدين، ولما أشار عليه بعض الصحابة بإيقاف ذلك الجيش قال: لا والله، لا أوقف بعثا عقد الرسول لواءه بيديه، ولما طلب إليه أن يغير القيادة وينزعها عن أسامة فيضعها في يد بعض شيوخ الصحابة لم يقبل ذلك وثار على من طلب إليه ذلك، فالنبي أدرى بمن يؤمر وأعرف بمن هو أهل للقيادة. قال أبو هريرة: والله الذي لا إله إلا هو، لولا أن أبا بكر استخلف بعد النبي ما عبد الله، ثم كررها ثلاثا، فقيل له: مه يا أبا هريرة، فقال: إن رسول الله وجه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب وقبض رسول الله وارتدت العرب حول المدينة فاجتمع عليه أصحاب رسول الله فقالوا: يا أبا بكر رد هؤلاء، أيتوجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب؟! فقال: والله الذي لا إله إلا هو لو جرت الكلاب بأرجل أزواج النبي
অজানা পৃষ্ঠা