তারিখ উম্মা কাসর রাশিদুন
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
জনগুলি
17
أما صفات هذا الإمام عنده فتتجلى في قوله: «من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بعلم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه.» وقوله: «أقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في خشونة العيش.» وكان يرى أن لا بد من إطاعة الناس لإمامهم، وأنهم إن تفرقوا في ذلك شيعا وأحزابا ضل سعيهم. وقد أكثر الإمام من بيان ضرر الخروج على جماعة المسلمين وعدم إطاعة الأمير؛ لأنه عليه السلام لاقى آثاره السيئة في خروج الناس عليه وعدم إطاعتهم إياه في كثير من المواطن، قال: «منيت بمن لا يطيع إذا أمرت، ولا يجيب إذا دعوت، لا أبا لكم ما تنتظرون ينصركم ربكم، أما دين يجمعكم؟ ولا حمية تحمسكم؟ أقوم فيكم مستصرخا، وأناديكم متغوثا فلا تسمعون لي قولا، ولا تطيعون لي أمرا، حتى تكشف الأمور عن عواقب المساءة، فما يدرك بكم ثأر، ولا يبلغ بكم مرام.»
18
وكان يرى أن خير السياسة هي سياسة الشورى والمداولة مع أولي الحل والعقد من عقلاء الأمة، قال: «من استبد برأيه هلك، من شاور الرجال شاركها في عقولها.» وأما آراؤه في العمال والقضاة فخلاصتها أنه يطلب إليهم أن يتخلقوا بالتواضع والمواساة والمساواة بين الناس، وأن يكون آثرهم عندهم أفضلهم وأقولهم للحق وأبعدهم عن الأشرار، قال يوصي الأشتر النخعي لما ولاه على مصر: «إن شر وزرائك من كان للأشرار وزيرا، ومن شركهم في الآثام، فلا يكون لك بطانة، فإنهم أعوان الأثمة، وإخوان الظلمة، وأنت واجد فيهم خير الخلف ممن له مثل آرائهم ونفاذهم، وليس عليه مثل آصارهم وأوزارهم ممن لم يعاون ظالما على ظلمه، ولا آثما على إثمه ... فاتخذ أولئك خاصة لخلواتك وحفلاتك، ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك، وأقلهم مساعدة فيما يكون منك مما كره الله لأوليائه ... ثم رضهم على ألا يطروك، ولا يبجحوك بباطل لم تفعله، فإن كثرة الإطراء تحدث الزهو.»
19
وأما القضاة فكان له معهم شأن عظيم، ومن أجمع وصاياه إليهم قوله في كتاب عهد الأشتر النخعي: «اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به أمور ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم في الشبهات، وآخذهم بالحجج، وأقلهم تبرما بمراجعة الخصم، وأصبرهم على تكشف الأمور، وأحزمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه إطراء، ولا يستميله إغراء، وأولئك قليل، ثم أكثر تعاهد قضائه، وأفسح له في البذل ما يزيل علته، وتقل معه حاجته إلى الناس، وأعطه من المنزلة عندك ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك؛ ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك، فانظر في ذلك نظرا بليغا.»
20
فأنت ترى في هذه المقطوعة دستورا من دساتير الفصاحة والقضاء لا يقل كمالا عن أحدث ما وصلت إليه أرقى الأمم المتمدنة في عصرنا هذا.
أما رأيه في المرأة وأحوالها فهو شديد قاس عليها، وهو الذي قال: «المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لا بد منها.»، وقال: «خيار خصال النساء شرار خصال الرجال.» وقال: «يا معشر الناس، إن النساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأما نقصان إيمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن، وأما نقصان عقولهن فشهادة امرأتين كشهادة رجل واحد، وأما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الأنصاف من مواريث الرجال، فاتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر، ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر.»
21
অজানা পৃষ্ঠা