উন্নতির যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (পঞ্চম খণ্ড)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
জনগুলি
أنه نظم أمور الحرس الملكي فاصطفى لنفسه خمسماية رجل من أبناء وجوه العرب، أجرى عليه الأرزاق الجليلة، وجعلهم بمثابة حرسه الخاص، ولعله قصد بذلك أن يسترضي وجوه العرب الذين أخذوا ينفرون من الدولة العباسية؛ لأنها أقصتهم بعض الإقصاء، وقربت الأعاجم، والمهدي العربي الأم والأب بعمله هذا جذب قلوب العرب إليه بانتخاب هذا العدد من أبناء وجوه القادة العرب والاعتماد عليهم في هذه المحطة. (2)
ومن تلك المظاهر التنظيمية عنايته بأمور الدولة المالية فقد رأينا أنه منع المصادرات، ورد من كان صادرهم أبوه وعني بتنظيم أحوال الخراج والجبايات، ولا غرو فإنه كان ينتقي وزراءه كما سنرى من الماليين الثقات الأمناء العدول، كأبي عبد الله بن يسار الذي يقول عنه الجهشياري: «كان يضبط أمور المهدي ويشير عليه بالاقتصاد وحفظ الأموال.» ولكنه لما استوزر بعده يعقوب بن داود اختل التوازن المالي بعض الشيء؛ لأن يعقوب كان كريما مسرفا متلافا، مما جعل الخليفة يتخلى عنه لتفريطه في أموال الدولة، ولم يكن المهدي يقسو على رعيته في جمع الأموال ولا في استصفاء الضرائب، يقول صاحب تاريخ الفخري: «كان مقدما في صناعته، فاخترع أمورا؛ منها أنه نقل الخراج إلى المقاسمة، وكان السلطان يأخذ عن الغلات خراجا مقررا ولا يقاسم.»
2
وهذا القول، على الرغم من أنه يثبت شهرة المهدي بالعدل وعدم القسوة على الرعية في جمع الضرائب، هو قول خاطئ، فقد رأينا أن الذي سن المقاسمة ورتب أمور الخراج هو أبوه المنصور، وإنما سار هو في ذلك على سنن أبيه، ولعل صاحب تاريخ الفخري يريد أن يقول إن المهدي هو الذي عمم نظام المقاسمة في أرض المملكة الإسلامية بعد أن كان هذا النظام محصورا أيام أبيه في السواد فقط، وإنه كان رحيما في توزيعه.
ويقول الجهشياري: «إن المهدي كتب برفع العذاب عن أهل الخراج .»
3
وهذا يدلنا على رأفته وعلى عدم إقراره للطرق العنيفة التي كانت متبعة في جمع الخراج قبله.
4
ومن تلك المظاهر أن الدواوين قد اتسعت أيامه في عددها وتنظيمها وأعمالها، فإنه أمر بترتيبها أحسن ترتيب، وفي عهده أحدثت دواوين الأزمة لأول مرة، وهي دواوين صغيرة يشرف أصحابها على كافة دواوين الدولة ورقابة تنظيمها، يقول الطبري: «أول من عمل ديوان الزمام هو عمر بن بزيع في خلافة المهدي، وذلك أنه لما جمعت له الدواوين تفكر فإذا هو لا يضبطها إلا بزمام يكون له على كل ديوان، فاتخذ دواوين الأزمة وولى كل ديوان رجلا، وكان ذلك سنة 162ه.»
5
অজানা পৃষ্ঠা