ইত্তিসাকের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (পার্ট চার)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
জনগুলি
40
ويظهر أن معاوية الميال إلى المظاهر والتفخيم قد بناها على أطلال مقر قديم، وأنه لما تمم بناءها سأل هذا الرومي عن رأيه فقال ما قال، ثم بدا لمعاوية أن يزيد في رونقها زيادة جعلت الناس يلغطون في كثرة إنفاق الخليفة على قصره من كثرة ما جملها، وتأنق فيها ما شاء له التأنق، وأنفق عليها وعلى فرشها ورياشها إنفاقا جعل أبا ذر الغفاري يثور عليه، ويقول له: يا معاوية إن كانت هذ الدار من مال الله فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهذا الإسراف، فسكت معاوية.
41
وقد توارثها أبناء معاوية، وفي عهد عبد الملك طلب من خالد بن يزيد بن معاوية أن يبيعه إياها، فاشتراها منه بأربعين ألف دينار.
42
وقد ظلت هذه الدار إلى أن هدمها العباسيون.
43
ودمشق موصوفة منذ القديم بكثرة مياهها، وتعدد أنهارها، وروعة بساتينها، وكثرة فاكهتها وزهرها. قال ياقوت: «دمشق هي قصبة الشام وجنة الأرض بلا خلاف؛ لحسن عمارة ونضارة بقعتها، وكثرة فاكهتها، ونزاهة رقعتها، وكثرة مياهها.» وقال أبو بكر الخوارزمي: «من خصائص دمشق التي لم أر في بلد آخر مثلها، كثرة الأنهار بها، وجريان الماء في قنواتها، فقل أن تمر بحائط إلا والماء يجري في بركة في صحن هذا المكان.» وما يزال هذا الوضع كما كان عليه في السابق.
وقد وصف المدينة الرحالة ابن جبير لما زارها في ربيع الآخر سنة 580: «جنة المشرق ومطلع حسنه المونق، وهي خاتمة بلاد الإسلام التي استقر بناها، وعروس المدن التي اجتليناها، وقد تجلت بأزاهر الرياض، وتجلت في حلل سندسية من البساتين؛ ظل ظليل، وماء سلسبيل. وقد أحدقت البساتين بها إحداق الهالة بالقمر، واكتنفها اكتناف الكمامة للزهر، وامتدت بشرقيها غوطتها الخضراء امتداد البصر.» ثم أطنب في وصف الجامع وجمال بنائه وفخامة زخرفته، ثم وصف الأمكنة والمشاهد الجليلة المعروفة في المدينة من مشاهد دوارس، ومشافي، وبيمارستانات، وحدائق، وكنائس، وأديرة، ويظهر أن سور المدينة القديم كان ما يزال باقيا إلى ذلك العصر الذي زارها ابن جبير فيه.
44
অজানা পৃষ্ঠা