উত্থানের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (দ্বিতীয় পর্ব)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
জনগুলি
كملت شعائر الإسلام خلال السنوات العشر التي قضاها الرسول الكريم في دار الهجرة؛ فقد شرع منذ وصوله إليها في إقامة مسجده للقيام بشعائر الإسلام وتعليم المسلمين آداب الدين وتعاليمه، والقضاء بينهم فيما يقع بينهم من المشكلات الدينية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية، والمشاورة في كل أمر يحزب بالمسلمين ويتعلق بجماعتهم، أو استقبال الوفود والرسل الذين يفدون على النبي ممثلين بلادهم أو مستنيرين بالهدي المحمدي، وفيما يلي بيان أجل شعائر الإسلام: (1) الأذان
أول شعيرة دينية نظمها الرسول في المدينة هي الأذان؛ فقد كان المسلمون يجتمعون للصلاة لا يناديهم إليه أحد، هم أنفسهم يعرفون المواعيد، ولكن لما كثروا وكثرت مشاكلهم تكلموا يوما في حضرة الرسول في اتخاذ وسيلة لجمع المسلمين للصلاة، فاقترح بعضهم اتخاذ ناقوس النصارى، وقال الآخرون باتخاذ بوق - قرن - اليهود. ولكن لم يعجب الرسول هذان الاقتراحان، فقال لبلال، وكان حسن الصوت جهوريا: قم فناد بالناس للصلاة. فكان بلال ينادي بالناس: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة. وكان يصعد أطول بيت في المدينة فينادي الناس بذلك، إلى أن بني المسجد النبوي فصار ينادي من فوقه.
1
وقد اختلف الفقهاء والمؤرخون في الأذان المعروف كيف وجد؛ فقال بعضهم: إنما جاء به الوحي إلى النبي. وقال آخرون: بل جاءت به رؤيا رآها عبد الله بن زيد بن ثعلبة الأنصاري؛ فقد رووا أنه: بينما كان بين اليقظان والنائم إذ رأى شخصا يلقنه الأذان، فحفظه وأتى الرسول وقص عليه الخبر، فقال له: إنها لرؤيا حق، ولقن ذلك بلالا. فلما سمعه عمر ثاني يوم، قدم إلى النبي وهو يقول: والله لقد رأيت مثله يا رسول الله.
2 (2) تحويل القبلة
كان الرسول يجعل قبلته منذ الإسلام إلى بيت المقدس، ولكنه كان يجعل الكعبة بينه وبين المقدس، وكان كثيرا ما يقلب نظره في السماء ينتظر الوحي من عند ربه بتحويل القبلة إلى الكعبة. وقد ظل الرسول يصلي إلى بيت المقدس حتى شعبان من السنة الثانية للهجرة، واليهود يجادلونه بما يعلمون وما لا يعلمون، ويفتنون المسلمين ويتخذون من مسألة القبلة والتوجه إلى البيت المقدس وسيلة للمحاجة أو سبيلا لإقناع الرسول في مماشاتهم في دينهم، فلعله يفعل وتصبح الجزيرة العربية كلها جزيرة يهودية؛ نظرا لما كانوا يرونه من النبي من المداراة أول الأمر، فلما خابت أمانيهم ونزل قوله تعالى:
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون (سورة البقرة: آية 114)، فتحول الرسول عن بيت المقدس إلى الكعبة، واطمأنت قلوب العرب بذلك، وانشرحت صدورهم لما للكعبة المقدسة في نفوسهم من مكانة في جاهليتهم وإسلاميتهم، وكل ذلك كان خذلا لليهود وتهوينا من شأنهم. (3) الصلاة
كانت شرائط الصلاة وأوقاتها وأنواعها وأحكامها مقررة مفصلة في العهد المكي، ولم يحدث في العهد المدني تشريع للصلاة سوى ما كان متعلقا بصلاتي الجمعة والخوف. أما الصلاة الجمعية فلم يعرف أن النبي
صلى الله عليه وسلم
كان يصليها في مكة، بل إنه أول ما صلاها في المدينة كما تؤيد لك آيات سورة الجمعة، المدنية (7-9):
অজানা পৃষ্ঠা