উত্থানের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (দ্বিতীয় পর্ব)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
জনগুলি
في الأحداث السياسية والعسكرية منذ السنة السادسة للهجرة إلى
وفاة النبي
(1) في السنة السادسة
كان أجمل الأحداث العسكرية في هذه السنة غزوة الحديبية وبيعة الرضوان. والحديبية على مقربة من مكة، خرج إليها الرسول أول ذي القعدة في ألف وخمسمائة رجل، فلما وصلها بعث عثمان بن عفان رسولا ليعرفهم أن الرسول لم يأت إلا للزيارة والعمرة، فاحتبسته قريش عن الدخول إلى الكعبة، وشاع أن قريشا قتلت عثمان، فدعا الرسول الناس إلى بيعة الرضوان تحت الشجرة على الموت والشهادة في سبيل الله وألا يفروا. ثم خافت قريش، وجاء رسول من أهل مكة، وهو سهيل بن عمرو، فوادع النبي على صلح عشرة أعوام، وأن يرد الرسول من يأتيه من قريش مسلما بدون إذن وليه، وألا تلزم قريش برد من يأتي إليها من عند محمد، وأن من أحب الدخول في عهد محمد فليدخل، ومن أحب الدخول في عهد قريش فله ذلك، وأن يرجع الرسول هذا العام من غير عمرة، وأن يأتي في العام المقبل بعد أن تخرج منها قريش، ويقيم المسلمون بها ثلاثة أيام وليس معهم سلاح إلا السيوف في قرابها.
1
وقد صعب هذا الأمر على المسلمين وكبر عليهم أن يعودوا من غير اعتمار، وكاد الشيطان أن يفرق كلمة المسلمين؛ فإن الرسول لما أمرهم بالنحر لم يقم منهم أحد، ثم دخل على أم سلمة فشكى إليها ما لقي من المسلمين، فقالت له: يا نبي الله، اخرج ولا تكلم أحدا حتى تنحر بدنتك وتحلق. ففعل ما قالته، فقام الناس ففعلوا مثله، ثم عاتب المسلمين ورجع إلى المدينة، وانتهز هذه الفرصة لنشر الإسلام وتبليغ الرسالة والعمل على تنظيم شئون المدينة. وقد عد الزهري هذا الصلح فتحا عظيما للإسلام؛ إذ يقول: «فما فتح في الإسلام فتح قبله أعظم منه ... فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب أوزارها وآمن الناس كلهم بعضهم بعضا فالتقوا وتفاوضوا في الحديث والمنازعة، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه؛ فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام مثل ما كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر ...»
2
وفي هذه الغزوة نزل قوله تعالى:
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم
وقوله:
অজানা পৃষ্ঠা