আবির্ভাবের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (প্রথম খণ্ড)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
জনগুলি
كان لمحمد اطلاع واسع على تاريخ قومه وآدابهم، ويظهر لنا ذلك مما نجده في كتب السنة من رسائله ومعاهداته ومواثيقه وخطبه وحكمه ومواعظه، كما تتجلى لنا من مطالعة آثاره فصاحة معجزة، ولا غرو فإن مواهب محمد
صلى الله عليه وسلم
مواهب انفرد بها من بين لداته سواء منهم من كان خطيبا أو حكيما أو شاعرا، فقد نشأ في بيت عرف أهله بالعقل الرجيح، والقول الفصيح، والحكمة البليغة، واللهجة الفصيحة، ثم إنه نشأ في بني سعد، فقد أجمع كل من كتب عن فصاحته ومواهبه أنه كان ذا اطلاع واسع على لهجات عرب الحجاز وسائر بقاع الجزيرة، وكان يكلم كل قوم بلهجتهم وفصيح عبارتهم، وكان يعيد أقواله، ويكرر كلماته ليعقل عنه، وكان يكره التشادق والتفاصح والتحلف والتقعر، ويقول: «إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها.» وكان يكره سجع الكهان المصنوع الثقيل على الأسماع، أما السجع المستساغ المحبوب المطبوع الصادر عن السليقة الطبيعية؛ فإنه كان يحب قوله وسماعه كما كان يحب الشعر الجيد، ويطرب له، ويجيز عليه، ولما سمع قول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل
طرب له وقال إنها أصدق كلمة قالها شاعر، ولما سمع بعض شعر أمير الشعراء الجاهليين وسيد فحولهم امرئ القيس، قال إنه صاحب لواء الشعر، ولكنه كان لا يرضى عن عهره وفسقه في شعره، فيقول: «إنه صاحب لواء الشعراء إلى النار.» وكان يطرب لشعراء الإسلام الداعين إلى محاسن الأخلاق ومكارم الشيم، والمنافحين عن الدين الجديد أمثال حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة، وكان يستحسن أشعارهم، ويردد جميل أقوالهم، ويدرك مواطن الفصاحة ومواضع سحر القول وجماله، ولا عجب فإنه أفصح العرب، وصاحب جوامع الكلم، ومالك أعنة القول، حسن المنطق، سليم اللهجة، خال من عيوب اللفظ، بارع الإشارة، وقد وصفت السيدة عائشة طريقه في القول، فقالت: «ما كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يسرد كسردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بين فصل، يحفظه من يجلس إليه.»
وقد قضى محمد سني شبابه وهو يفكر فيما حوله، ويدرس هذا الكون في أرضه وسمائه وحيوانه، وأناسه وشجره وزهره، فيحلل كل شيء يراه، ويستخلص منه العبر.
أما اطلاع محمد على أخبار النبوات السابقة فلا شك في أنه قد عرفه مما كان يسمعه من أقوال أحبار اليهود أو متهودة العرب وحنفائهم، أما أنه كان يتدارس ذلك ويتلقاه كما زعم بعضهم حتى في زمن النبي فأمر لم يثبت، وقد رد القرآن على هؤلاء فقال:
অজানা পৃষ্ঠা