আবির্ভাবের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (প্রথম খণ্ড)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
জনগুলি
هذه الدولة هي من أقدم دول الجنوب العربية، ويكاد المؤرخون الثقاة يجهلون إلى اليوم مبدأ نشوئها، إلا أنهم يجمعون على أن كلمة «سابو» أو «سابوم» الواردة في بعض النقوش السومرية، والتي ترجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد؛ أي حوالي سنة 2500ق.م، يراد بها دولة سبأ اليمنية،
7
ولكن معلوماتنا عن هذه الدولة وتاريخها وتطورها معلومات لا تكاد تفيد؛ لعدم القيام بالحفريات الدقيقة.
ولعل أقدم فترة يمكننا تأريخها تأريخا صحيحا لهذه الدولة هي فترة «المكارب» جمع «مكرب»، ومعناه «الأمير الكاهن»، فقد سيطر هؤلاء المكارب على ديار سبأ منذ سنة 820ق.م. إلى سنة 115ق.م.
8
وأقدم مكرب عرفنا اسمه هو «المكرب سمه علي ذمر علي» الذي حكم حوالي سنة 820ق.م، ثم خلف من بعده عدة مكارب اختلف المؤرخون في تعدادهم وترتيبهم ومدد ملكهم، وقد بلغ عددهم سبعة عشر، وكانوا يتخذون مدينة صرواح عاصمة لهم.
9
وقد كانوا على جانب عظيم من الرقي الصناعي والزراعي والعمراني والثقافي والسياسي، وإنهم ظلوا يقوون أنفسهم ودولتهم حتى استطاعت ابتلاع دولة معين التي كانت تجاورهم.
وكان نظامهم السياسي نظاميا دينا ومدنيا، وكان لكل مدينة وقرية إلهها، وأعظم آلهتهم اسمه «المقه»، وكانت كتاباتهم على الطريقة الحلزونية
Boustrophedon ؛ أي إنها تبدأ من اليمين إلى الشمال، فإذا انتهى الكاتب من السطر الأول وأراد كتابة السطر الثاني، كتب من الشمال إلى اليمين، وهكذا دواليك. وقد عثر على طائفة من الكتابات الحلزونية المنقوشة على الحجارة والطين أو الجص، وهي ما تزال موضع دراسة العلماء الاختصاصيين. وقد كانت للغتهم السبئية نحو وصرف وبيان رفيع ودقيق، وأجل ما روي عن هذه الدولة هو بناء السدود والقلاع، وأجل سدودها وأعظمها شهرة هو سد مأرب، الدال على براعتهم بعلم الهندسة، وعلم تنظيم الري، وحسن الاستفادة من مياه المطر، وهو من أهم المشروعات العالمية التي قام بها العالم في ذلك الحين، وإنه لثورة في عالم الهندسة والفكر مكنت الإنسان من الاستفادة من الطبيعة، وقد ظل هذا المشروع قرونا عدة مصدر خير ورفاه، ولسنا نجد في التاريخ القديم سوى ممالك قليلة فكرت في مثل هذا المشروع،
অজানা পৃষ্ঠা