আবির্ভাবের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (প্রথম খণ্ড)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
জনগুলি
وكانت المملكة المصرية على جانب عظيم من الرقي والحضارة في العلم والعمران والفنون، ثم أخذت تنحط قليلا فقليلا إلى أن استولى على الأمر ملوك الأسرة الثانية عشرة، فضعف أمرها بسبب الخلاف الداخلي بين الملوك والأمراء والنبلاء من أصحاب الإقطاعات. وقد حكمت الأسرة الثانية عشرة من سنة 2466ق.م. إلى عهد الملك «أمنمهات الرابع» سنة 2200ق.م، وقد استغل هذا الضعف أمراء العمالقة المعروفين باسم الشاسو (أي الرعاة) وباسم «الهكسوس» أي أمراء الصحراء، وقد كان هؤلاء الأمراء من عرب شبه جزيرة سيناء الأقوياء البارعين بالحرب، فاستولوا على أرض مصر، وأخضعوها لنفوذهم، وأدخلوا إليها ما كان عندهم من أسباب الحضارة؛ كالعربات الحربية، والخيول، وعدد القتال وما إليها من شئون الحرب والتجارة، وقد حكم هؤلاء الأمراء أرض مصر نحوا من خمسة قرون. يقول المؤرخ جورج دالس يدج في كتابه تاريخ سكان أرض النيل: وكان آخر ملوك الدولة الثانية عشرة أمنمها الرابع، ومن عصره [...] وذلك في نحو سنة 2200ق.م. إلى عصر الدولة الثامنة عشرة نحو خمسمائة سنة، ملك مصر فيها الهكسوس أو الملوك الرعاة، وهؤلاء هاجروا إلى مصر من الشرق، وأقاموا بمنفيس، وتسلطوا على كل البلاد المصرية ...
12
ولم يكن هؤلاء الملوك جفاة بداة كما يزعم بعض المؤرخين، بل كانت لهم حضارة وكان لهم تاريخ عريق، وحكومة منظمة؛ فقد جاء في آثار بابل أن الملك «نرام سن بن سرجون» حارب بعض سكان جزيرة سيناء، وأراد الاستيلاء على مدينة «معان»، وأنه أسر أميرها، وحمل بعض آثارها الجميلة إلى بلاده حين عاد إليها،
13
وجاء أيضا في بعض النصوص: أن عرب شبه جزيرة سيناء كانوا يحترفون التجارة، ونقلها من الشمال إلى الجنوب، وأنه كانت لهم صلات تجارية كبيرة مع بابل ومصر في سنة 2500ق.م.
14
فسكان شبه جزيرة سيناء في ذلك العصر من هؤلاء الرعاة كانوا على جانب من الحضارة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وإنهم لما احتلوا مصر كانت لهم من القوة ما يمكنهم من الاحتلال؛ من تنظيم عسكري، وتدريب حربي. ولا يمكن أن يوصفوا بأنهم بدو جفاة أجلاف مخربون، وأنهم قد أخروا مصر حين احتلوها، ثم إن هؤلاء القوم لم يدخلوا مصر إلا حين أراد الفراعنة الاستيلاء على مملكتهم في شبه جزيرة سيناء، فتغلبوا هم على المصريين، وأخضعوهم لسلطانهم في أواخر عهد الأسرة الثانية عشرة؛
15
وذلك أنه لما مات الملك «أمنمهات الأول» في سنة 2466ق.م. وتملك ابنه «بوسرتسن الأول» لجأ أخوه «سنهات» إلى كنف الملك «عم وانشي» ملك سيناء؛ فأكرمه وزوجه ابنته، وعهد إليه بإمارة بعض المقاطعات التابعة له، ولما كبر سنهات رجع إلى مصر، وقويت العلاقات بين مصر وسيناء، وفي عهد الملك «يوسرتسن الثاني» شخص إلى مصر «الملك الجاشع» ملك سيناء، ونزل ضيفا معززا على الملك «ختو ممنت» أمير مصر الوسطى، وقويت صلات الود والقربى بين الأسرتين في مصر وسيناء، وما تزال آثار هذه الصلات مسجلة منقوشة على قبر هذا الملك. وفي عهد الملك «يوسرتسن الثالث» سنة 2333ق.م. طمع المصريون في الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء، فغضب ملكها، وزحف على مصر، فاستولى عليها، وأسس العمالقة الهكسوس ملكهم في مصر سنة 2266ق.م. إلى سنة 1700ق.م، وكونوا الأسرة الرابعة عشرة، والخامسة عشرة، والسادسة عشرة، والسابعة عشرة في أسر التاريخ المصري العريق.
16
অজানা পৃষ্ঠা