উত্থানের যুগ: আরব জাতির ইতিহাস (অষ্টম খণ্ড)
عصر الانبعاث: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثامن)
জনগুলি
حركة محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية
في الجزيرة العربية
أراد محمد علي وابنه إبراهيم أن يسيطرا على البلاد العربية؛ تمهيدا لإقامة إمبراطورية عربية واسعة، وكان الابن أكثر تفهما لهذه الحركة من أبيه محمد علي؛ لأنه كان أكثر إدراكا للوعي العربي العام؛ ولذلك حبت نفسه إلى الاستيلاء على الجزيرة العربية والقضاء على الحركة الوهابية التي قام بها أحد زعماء الإصلاح الديني في الجزيرة، وهو: محمد بن عبد الوهاب.
ومحمد بن عبد الوهاب بن سليمان هذا هو فقيه مصلح من بني تمام، ولد سنة 1115ه/1703م في «العيينة» من بلاد نجد، وكان ذكيا ألمعيا، درس مبادئ العلوم الدينية في بلده على شيوخه، ثم رحل إلى الحجاز وسكن المدينة المنورة، فقرأ على شيوخها، ثم انتقل إلى العراق وسكن البصرة فآذاه بعض أهلها، ورجع إلى نجد فسكن في «حريملة» فترة، ثم رجع إلى مسقط رأسه يبشر بدعوة الإصلاح الديني التي ارتآها، ويعمل على تطهير الدين، ويدعو إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ويحرض على قراءة كتب المجتهد أحمد بن تيمية. وقد آزره أول الأمر في دعوته هذه أمير «العيينة» عثمان بن حمد بن معمر، ثم خذله فقصد إلى «الدرعية» في سنة 1157ه، فرحب به أميرها محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن فرحان بن إبراهيم الذهلي الشيباني، وآزره لما كان بينه وبين أمير «عيينة» من التنافس. وفي الدرعية كثر مريدوه. ولما مات محمد بن سعود سنة 1179ه/1765م وخلفه ابنه عبد العزيز، قوي سلطان ابن عبد الوهاب؛ لحب الأمير إياه وإخلاصه في تقبل دعوة الإصلاح التي دعا إليها ابن عبد الوهاب، ولما مات عبد العزيز سنة 1218ه/1803م وخلفه ابنه سعود الثاني المعروف بالكبير؛ اتفق هو والشيخ على نشر الدعوة بالسيف، فاتسع نطاقها وعمت جميع شرق الجزيرة العربية واليمن والحجاز، إلى أن مات ابن عبد الوهاب سنة 1206ه/1792م في الدرعية،
1
فخلفه ابنه، وقويت الصلات بين آل عبد الوهاب وآل سعود طوال العصر، وما يزال أبناء عبد الوهاب حتى أيامنا هذه معروفين بآل الشيخ، ولهم لدى الملوك السعوديين أعظم المكانة.
ولما عظمت مكانة السعوديين الوهابيين السياسية وامتد سلطانهم ذلك الامتداد الواسع، خافت الدولة العثمانية منهم، وخصوصا في أيام سعود الكبير، بعد استيلائهم على الأماكن المقدسة وزحفهم على النجف وبغداد ودمشق، فعهدت إلى أمير مصر محمد علي بمحاربتهم، وصادف ذلك هوى من نفس محمد علي، فجيش جيشا ضخما وبعث به، وعلى رأسه أحد أبنائه: طوسون، فزحف على المدينة المنورة، ولكن السعوديين تمكنوا من الفتك بالجيش، ولم ينج طوسون إلا بأعجوبة، فجمع قواته من جديد وزحف على المدينة فاستولى عليها في سنة 1228ه/1812م. ولكن السعوديين ظلوا يناوئونه حتى توفي أميرهم سعود في سنة 1229ه/1814م، فخلفه ابنه عبد الله، وكان مثل أبيه نجدة وشجاعة، وقد استمرت الحرب بينه وبين محمد علي فترة طويلة، حتى عهد محمد علي إلى ابنه إبراهيم، فهاجم بلاد القصيم وأخرج السعوديين منها، ثم اضطرهم إلى الاحتماء بعاصمتهم الدرعية، وما زال محاصرا لها حتى استسلم له أميرها عبد الله في أيلول سنة 1818م، فساقه أسيرا إلى الآستانة حيث قتله السلطان سنة 1234ه/1818م وهدم مدينة «الدرعية»، وأقام في نجد أميرا من قبله، وأعاد بلاد الحجاز إلى الأشراف الذين كان السعوديون قد أقصوهم عنه، ثم حاول الاستيلاء على بلاد «عسير» فلم يتمكن، واستمرت حروبه في الجزيرة منذ سنة 1825م إلى سنة 1837م. ولما احتل الإنكليز بلاد عدن في سنة 1839م رأى أن يتخلى عن مطامعه في جزيرة العرب، ويسلم المدينتين المقدستين «المدينة ومكة» إلى الباب العالي.
ولما ضعف سلطان محمد علي في الجزيرة، لمع نجم أحد أمراء السعوديين في نجد، وهو: تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في الرياض، وكان تركي هذا رجلا قويا ذا شكيمة، فاتخذ الرياض عاصمة له، وأعاد للسعوديين عزتهم ووطد احترام دولتهم، فلما قتل سنة 1249ه/1832م
2
خلفه ابنه فيصل، وكان فتى حازما كثير المطامع مؤمنا بقوميته ودينه، عاملا على تطهير بلاده وسائر الجزيرة من الدخلاء والأجانب، فشمر عن ساعده وثار على قاتل أبيه مشاري بن عبد الرحمن فقتله، ثم انصرف إلى محاربة جنود محمد علي المصريين محاربة عنيفة، ولكنهم استطاعوا بمعونة ابن عمه خالد بن سعود أن يفلوا من حده ويأسروه، فجيء به إلى مصر في سنة 1255ه/1838م فأقام أسيرا سجينا إلى سنة 1259ه، ثم فر من سجنه وعاد إلى نجد، ودانت له البلاد إلى أن توفي في الرياض سنة 1282ه/1865م، فخلفه سعود بن فيصل بن تركي بعد أن تولاها أخوه عبد الله بن فيصل بن تركي فترة قصيرة وخلع منها في سنة 1287ه. وفي أيام سعود تفرقت الديار النجدية إلى إمارات صغيرة، وضعف شأن السعوديين؛ فكان بلد الخرج تحت سيطرة ثنيان بن عبد الله بن ثنيان. وكانت بلاد الأحساء والقطيف وقطر والبحرين وعمان تحت سيطرة عبد الله بن عبد الله بن ثنيان، وكانت بلاد العارض تحت نفوذ سعود بن جلوي بن تركي، وبلاد الفرع وما إليها تحت سلطان فهد بن حنيتان بن ثنيان، ومدينة الرياض تحت نفوذ عبد الرحمن بن فيصل. وقد ظلت هذه الحالة إلى أن كانت سنة 1292ه/1875م؛ ففيها مات سعود بن فيصل، وتمكن الأمير محمد بن الرشيد الشمري أمير حائل في شمالي نجد من الاستيلاء على أكثر ملك آل سعود. وفي سنة 1305ه تمكن من الاستيلاء على الرياض عاصمتهم، وامتد سلطانه على نجد كله فخضع له، وظل على ذلك إلى أن مات سنة 1314ه/1896م.
অজানা পৃষ্ঠা