জাতিসমূহের প্রাচীন ও আধুনিক ইতিহাস
تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
জনগুলি
وعرفوا الكيمياء لإعداد أدوية العلاجات وبحثهم عن الإكسير لتحويل المعادن، وكان أطباء الفراعنة ثلاثة أقسام: الطبيب العادي والراقي والمشعوذ الساحر، كما استدل من بردي قديم، ومما يدل على شهرتهم أن كلا من كورش وداريوس ملكي الفرس استقدما أطباء منهم لمعالجتهما بأمراضهما، وفي مراسلات بلين وتراجان الرومانيين تهنئة الأول لنفسه لنجاته على يد طبيب مصري يدعى «أبو قراط». (2) الطب عند العبرانيين
انحصر الطب عند العبرانيين في الكهنة والمشترعين والملوك كما كان في مصر؛ لأنهم اقتبسوا الصناعة من تلك البلاد أيام استعبدوا فيها للفراعنة، وأهم آثارهم الصحية في التوراة والتلمود، ومنهما يفهم أن موسى أتقن الطب المصري باختلافه إلى مصر لإخراج بني جنسه منها، وقيادته إياهم مدة أربعين سنة في برية سيناء، فكان هو قائدهم ومشترعهم وطبيبهم بلا مراء، وكان يفرض على كهنة العبرانيين حفظ صحة الشعب؛ فحرصوا على الحذق في الطب، وأتقنوا الختانة وهي نوع من الجراحة كان فيها الصوان من آلاتهم، وقد وضع قواعد بديعة لتمييز الحيوانات التي تؤكل لا يزال الناس يجرون عليها إلى يومنا، ومنع الزيجة بالأقارب تفاديا من توارث الأمراض المتأصلة في الأسرة، وقد نبه إلى اعتزال الأبرص عن الجماعة؛ لئلا تتفشى العدوى بينهم، وقد اختاروا لكل هيكل لهم طبيبا خاصا، وفي كل مقاطعة طبيبا وجراحا، واشتهر عندهم نباتيون عظماء منهم سليمان الحكيم، فإنه ذكر خواص كل من الحيوانات من دابة ومائية وزحافة وطير، ووصف النباتات من الزوفي حتى الأرز، وطرق الاستشفاء بها كما ذكر يوسيفوس المؤرخ، ومن النباتات المشهورة عندهم البلسم لمداواة الجروح، وعرفه المصريون أيضا وهو عطري الرائحة، وعلى الجملة فقد اشتهر بينهم أطباء وقوابل وجراحون مع اشمئزازهم من ملامسة الجيف، كما تحذرهم شريعتهم، وكثر أطباؤهم في عهد الملوك، وكذلك في عهد المسيح، وذكر التلمود عملية تقطيع الجنين في الرحم والاستشفاء بالخمر والتحنيط بالطيوب، والتوراة ذكرت فائدة المياه في شفاء الأمراض الجلدية.
وازدادوا براعة في الطب بالأجيال الوسطى، فكانوا أول من نقل قانون ابن سيناء إلى العبرانية فاللاتينية، واشتهر كثير من أطبائهم في الدول العربية شرقا وغربا كما سترى. (3) الطب عند البابليين والآشوريين والكلدانيين
ارتقت الصناعة الطبية في آشور قبل الميلاد بنحو ستة قرون، وفي آجر مكتبة آشور بانيبال (وهي نحو عشرين ألف آجرة مكتوبة) فاتح مصر وبابل الذي نقل رعاياه إلى السامرة مئات تبحث في المداواة والعلاجات وصنعة الأطباء، فوصفوا للسكيرين الامتناع عن كل شراب روحي وعن كل طعام، وعرفوا من العلاجات التخميز (التمسيد)، والدلك بالبصل للمصاب بالصفراء، والمصاب بالزحار أن يمشي حبوا (على يديه ورجليه)، ويصب على رأسه الماء البارد.
وكان معظم أدويتهم زيت الزيتون وزيت الخروع، وشراب التمر والعسل والملح ... إلخ. وعلى الجملة فإنهم أتقنوا الطب والجراحة، ولكن المصريين كانوا يتفوقون عليهم فيهما، وكان طبهم مبنيا على التجارب مدونا في الهياكل، وقد عرفوا التحنيط بالعسل والعلاج بالتعاويذ والرقى والطلاسم والأحجبة مما شاع عند المصريين.
وكانت لهم مدارس طبية في العراق وضواحيه كشفت آثار إحداها في القرن السابع قبل الميلاد، وفيها ألواح تتضمن وصايا طبية وعلاجات، ووصف أمراض ومركبات نباتية وغيرها للاستشفاء.
ولقد انتقلت بعض معارفهم بعد ذلك إلى النساطرة واليعاقبة، ولا سيما في زمن العرب، كما ذكر ذلك كثير من المؤرخين من إفرنج ومستشرقين، وممن أطال في وصف فنونهم الطبية المستشرق الفرنسي دو فال بكتابه «الآداب السريانية» المطبوع في باريس بمجلد في أكثر من أربعمائة صفحة. (4) الطب عند الفرس
تناول الفرس طبهم من جيرانهم الموصوفين، ونبغ منهم أطباء اشتهروا بالحذق والعناية بصناعتهم، وكان دخول الطب اليوناني إليهم بواسطة تزويج أولينوس قيصر لسابور ملك فارس ابنته، فبنى لها مدينة جنديسابور، وكان في خدمتها أطباء يونانيون نقلوا الطب البقراطي إلى الشرق، ولقد استقدم بعض ملوك فارس أطباء مصريين ليعالجوهم، وعن هؤلاء تناول صناعته الطبية الحارث بن كلدة طبيب العرب، وكانوا يحنطون جثث موتاهم بطلائها بالشمع لتحفظ سالمة ، ومن أقوال بزرجمهر حكيمهم: إن كان شيء فوق الحياة فالصحة، وإن كان شيء مثلها فالغنى، وإن كان شيء فوق الموت فالمرض، وإن كان شيء مثله فالفقر.
ومما انتبهت إليه في بعض مباحثي اللغوية أن مئات من الكلمات النباتية، والاصطلاحات الطبية ونحوها هي فارسية في لغتنا العربية، عربها الأطباء الذين اتصلوا بالعرب أو المعربين عندهم مثل مرض البرسام، وهو التهاب الحجاب بين الكبد والقلب يتركب من «بر» صدر و«سام» التهاب، ويقال: إن قولهم: سبخ عنه الحمى، أي: خففها مأخوذ من «سبك» وهو الخفيف، والسرسام ورم حجاب الدماغ من «سر» رأس، و«سام» التهاب أو ورم، وتقول العامة: السرساب، وهو نوع من الجنون أو الخوف ويشقون منه فعلا، فيقولون: فلان مسرسب، أي: خائف، والسل أصله فارسي من كلمة «سل» أي: الرئة؛ لأن المريض تصاب رئته، والسمادير ضعف البصر حتى يتراءى للناظر أشباح هي معرب «سمراد»، أي: الوهم والخيال، والبيمارستان من «بيمار» مريض، و«ستان» محل، ويقال: مارستان مخففة، والهاون ما يدق فيه الدواء، والبنج فارسيتها «بنك»، والبنفسج «بنفشه»، والجلوز حب الصنوبر الكبار وأصله «جالفوزه» ذكره ابن سيناء في القانون، والحسرودار محلل الرياح تحريف «خسرودار»، وهو منسوب إلى كسرى الملك لوجوده بأيامه، والزراوند نبات المنقرس، والزنجبيل تعريب شنكبيل، والبستان لأمراض الصدر من «سك بستان» أي: ثدي الكلب، والجوارش من الأدوية تعريب كوارش، أي: الهاضوم والهضام، والجلاب أو الجلاب العسل أو السكر المعقود من «كل» أي: ورد، و«لاب» ماء؛ لأنه كان يعقد بماء الورد، والجلنجبين معجون من الورد والعسل من «كل» أي: ورد، و«أنكبين» عسل، والزيرباج من «زيرا» وهو الكمون و«با» طبيخ وهو طعام يطبخ من لحم طير سمين وكمون وخل للاستسقاء، و«المزر» نبيذ الشعير المعروف «بالبيرة»، والسكر تعريب «شكر»، والشهترج نبات للجرب والحكة تعريب «شاه تره» أي: سلطان البقول، والشيطرج دواء للمفاصل، والبهق تعريب «شيتره»، ومعناه مسواك الراعي، والفوتنج من «بودنه» أي: الحبق، والنهري تسمى نعنع الماء والنعناع فارسية تعريب «ناناه»، والبرشت من البيض أصله «نيم » نصف و «برشت» مشوي، والزئبق معرب «زيوه» إلى كثير من هذه الألفاظ الطبية. (5) الطب عند الهنود
كان الطب القديم عندهم في طوره الأول خرافيا ممتزجا بالشعائر الدينية والأساطير التقليدية، فبني على الرقى والتعزيم والسحر، وأما الطور الثاني منه فكان بيد البراهمة فارتقى، وكان التشريح أساس طبهم؛ لأنه لم يكن محرما عندهم فتح الجثث، ولهم أعمال جراحية كثيرة لاستخراج الحصاة وبقر البطن والكي بالحديد المحمي، وبنوا طبهم على مبادئ الهواء والصفراء والبلغم، وتعرف عندهم بالأخلاط الأصلية، وأطباؤهم ثماني طبقات ولكل منهم فن خاص به يكون فيه اختصاصيا مثل الطب المصري، وكثيرا ما يعتقدون أن أسباب الأمراض تولد مع الجسم، وتنتج إما عن الخطايا أو عن فساد الأخلاط، ويعتمدون في تدبير الأمراض على النبض والبول والمبرزات، فيفحصونها ويستدلون منها على أنواعها، ولهم في القبالة (التوليد) براعة، وكانت عندهم شبه مستشفيات لها، وأجروا عملية تقطيع الجنين في الرحم، ويستدل أن الفرس نقلوا بعض طبهم وعقاقيرهم عنهم، فتناولها العرب ونبغ في عهد الخلفاء أطباء منهم مثل صالح بن بهلة الذي طب لهارون الرشيد، ونقلوا بعض كتبهم بالعربية حتى لا يزال بعض الأسماء الهندية دليلا على ذلك في الطب مثل «الجوزا هنج»، قال صاحب التاج: إنه دواء هندي فارسي معرب. (6) الطب عند الصينيين
অজানা পৃষ্ঠা