জাতিসমূহের প্রাচীন ও আধুনিক ইতিহাস
تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة
জনগুলি
باليونانية «الهادئ»، وقد نبغ في الطب نبوغا مذكورا؛ لأنه لما شاهد انحطاطه في بلاده بعد أبقراط جرد له ماضي العزيمة موجها مباحثه الدقيقة إلى حكمة الخالق في كل شيء نافع، وإلى كيفية تركيب أعضاء الجسم؛ ليعلم منها سير الأمراض فتعمق في علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجية) على طريقة أبقراط، وأقر بتوزيع النفس في أجزاء الجسم، وفرض أن المؤثرات فيها أربعة عوامل هي البرد والحر والرطوبة والجفاف، وبنى اختلاف الأمراض على اختلاف هذه العوامل، ومع كل أبحاثه وتقصيه فيها غلبت عليه الفلسفة إلى أن عرب مؤلفاته الطبية في صدر الدولة العباسية، فاعتمد عليها الطب الحديث إلى الأيام الأخيرة، وقال ابن القفطي: «إنه لم يسبق أحد جالينوس في علم التشريح وصنف فيه سبع عشرة مقالة.» وذلك لأنه أنشأ مدرسة مارس فيها فن التشريح حتى اشتهر أنه أعظم المشرحين من القدماء، وانتقد مذهب أرازستراتس مثبتا أن الشرايين تبقى مدة الحياة مملوءة من الدم، ولكنه أخطأ في أشياء كثيرة شأن كل فن في بدء تأسيسه، وفي طور نموه، فإنه يترقى بتداول الأيدي إياه وتمحيص الآراء مباحثه.
ومن أغرب ما ذكره ابن القفطي في ترجمته - وهو يدل على معرفة القدماء لمبدأ التطبيب «بدفع الداء بالداء» كالتلقيح بالجدري والمصل ونحوهما مما هو دستور الطب الحديث - وذلك يظهر من هذه القصة التي رواها عنه، فقال: «ادعى جالينوس الطبيب أن إليانوس الروماني الشيخ اليوناني هو شيخه، وقال: لم يكن له تطبب في العلم، وحكي عنه أنه قال، (أي إليانوس): إنه أصاب الأنطاكيين وباء شديد عم مدينتهم وفتك فتكا ذريعا، فأشار بعض أهل العلم (أي: علم الطب) بعلاج درياقي والكف عن الأدوية، فشربه الناس عن آخرهم، فمن شربه بعد حصول المرض في أجسامهم تخلص بعضهم منه وهلك الآخرون، والذين شربوه قبل حلول المرض بهم تخلصوا جميعهم منه، وذكر ذلك ابن العبري أيضا.» انتهى قول ابن القفطي.
وهو المبدأ الذي كشف سره الدكتور جنر الإنكليزي منذ مائة سنة.
وأما ترجمته فاسمه كلوديوس جالينوس ولد في برغاموس من ميسية سنة 131م، ومات في صقلية نحو سنة 200، وتلقن فن الطب في السابعة عشرة من عمره، واشتغل في الإسكندرية، ورحل وهو ابن عشرين في إتمام معارفه وتوسيع تجاربه شأن أطباء اليوم، فوقف على مؤلفات من تقدمه وجمع بعضها وطالعها، ونقل عنها وهذبها، فكانت له الآراء الصائبة في الطب، ولا سيما التشريح فإنه تتبعه معتمدا على تبضيع الجثث الحيوانية، وسافر إلى رومية وأيد آراء أبقراط ومن ذهب مذهبه، ورحل في جمع العقاقير الطبية، وجرب وقاس أمزجتها وطبائعها، ووضع كثيرا من المؤلفات المفيدة بقيت مرجع الأطباء أكثر من عشرة قرون، وأشهرها الكتب الستة التي شرحها الإسكندريون، ولم يبق منها إلا ثلاث وثمانون رسالة وخمسة عشر شرحا على تأليف أبقراط، وجمعت تآليفه الباقية في عشرين مجلدا، وطبعت في ليبسيك من سنة 1821-1833م، ومما عربه العرب منها قديما «الأغذية»، و«مساءلة الطبيب للعليل»، وهذه نشرت في مجلة الطبيب البيروتية، وهي 54 مسألة و«اختصار أيام البحران» و«النبض» و«وجع المفاصل والنقرس» و«الجنين المولود لسبعة أشهر» و«البياض الظاهر في البدن» و«سيف العلل وغاية الأمل»، وجدت نسخته المخطوطة في دمشق ولم يذكره مترجموه، ويظهر من مقدمته أنه في المداواة السريعة، وهو في ثلاثة أبواب: (الأول) في الأركان والأخلاط، و(الثاني) في أحكام الأغذية والأدوية المفردة والمركبة، و(الثالث) في حفظ الصحة، وفيه فوائد كثيرة.
وقال في المقالة الأولى من «كتاب التشريح»: إنه صنفه في مبدأ ملك أنطونياس في أول مرة صعد إلى رومية.
واعتمد العرب على مؤلفاته وسموه «خاتم الأطباء والمعلمين»، ووصفه أبو العلاء المعري هو وأبقراط بقوله:
سقيا ورعيا لجالينوس من رجل
ورهط بقراط غاضوا بعد أو زادوا
فكل ما أصلوه غير منتقض
به استغاث أولو سقم وعواد
অজানা পৃষ্ঠা