মিশরে ফরাসি অভিযানের যুগে অনুবাদের ইতিহাস
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
জনগুলি
التجارة. (ج)
الحروب الصليبية.
وانقلب الأوروبيون - بعد أن منوا بالفشل في الحروب الصليبية - إلى عقر دارهم، وقد بهرتهم أنوار الحضارة الإسلامية، ومعهم مفاتيح تلك الحضارة، فتفرغوا لها يقتبسون معالمها، وينقلون آثارها، ويدرسون تواليفها، وساعدتهم عوامل جغرافية وتاريخية أخرى على أن يسيروا بالحضارة في دورها الجديد على طريقة جديدة تعتمد أكثر ما تعتمد على التفكير الحر أولا، وعلى الملاحظة والتجربة ثانيا، وقد مهد لهم هذا كله السبيل إلى كشوف علمية جديدة كانت هي الطلائع الممهدة لظهور حضارة القرنين التاسع عشر والعشرين. (2) عرض عام لحالة مصر والشرق الأدنى قبيل الحملة الفرنسية
مصر تدفع عن الشرق خطر التتار، تأخر الحالة العلمية في مصر، ناحية واحدة اهتم بها المصريون في تلك العصور وهي التأريخ لأنفسهم ولمصر، جهود التأليف الموسوعي في القرن التاسع الهجري (15م)، الركود والخمود في العصر العثماني، أسباب هذا الركود كما صورها الأستاذ شفيق غربال بك، وصف الرحالة الفرنسيين لحالة مصر العلمية في القرن 18، وصف الجبرتي لها، انقطاع الصلات بين مصر والغرب، الدول الأوروبية تبدأ التفكير في غزو الشرق وخاصة مصر. ***
كان الأوروبيون يفعلون هذا بينما كان الشرق قد اتخذ لنفسه، أو اتخذ له القدر أسلوبا آخر من الحياة يختلف كل الاختلاف عن هذا الأسلوب الذي اصطنعته أوروبا لنفسها أو اصطنعه القدر لها.
بذل الشرق - وكانت مصر حينذاك مركزه وضيعته الغنية وحصنه القوي - جهودا عنيفة لرد الصليبيين عن مصر، ولم يكد ينجح في مهمته حتى فاجأته غارات أشد قوة وتدميرا هي قوة التتار يغيرون عليه في موجات متلاحقة متدافعة، فصمد لها، ودافعها حتى دفعها ودفع شرها، وكان لمصر وحكامها من سلاطين المماليك كذلك الفضل كل الفضل في تدويخ هذه الجموع الهمجية حتى أحست بالدوار فولت وجهها وجهة أخرى ترضاها، بعد أن قبست قبسا جديدا من الإسلام هذبها وشذب من وحشيتها، فاستقرت في الهند وكونت هناك دولة
4
مغولية جنسا، إسلامية دينا، كان لها شأن عظيم في تاريخ تلك البلاد.
تلاشت هذه الموجات الصليبية والتترية بعد أن بذلت مصر وبذل سلاطينها الجهد كل الجهد، والمال كل المال، في القضاء على هذين الخطرين؛ لهذا لا نعجب إذا لاحظنا - بالمقارنة - أن عصر المماليك الثاني - وخاصة في أواخره - يقل قوة وجاها عن عصر المماليك الأول.
ولا عجب أيضا أن نجد الحركة العلمية في مصر تخمد وتضعف في هذه القرون، فلم يظهر فيها مفكرون جدد، ولا مدارس تفكيرية جديدة، وانتهت العناية بالعلوم في الأزهر والمساجد والمدارس التي ينشئها سلاطين المماليك إلى دراسات دينية أو لغوية أو تاريخية، وانتهى جهد العلماء في مصر إلى نظم قصيدة لمدح سلطان إذا انتصر، أو تأريخ حياته إذا مات، أو شرح، أو تفسير، أو تهميش، أو تعليق، أو اختصار لأمهات الكتب القديمة في الفقه والحديث وغيرهما من العلوم الدينية واللغوية.
অজানা পৃষ্ঠা