ইসলামী সভ্যতার ইতিহাস (প্রথম খণ্ড)

জুর্জি জায়দান d. 1331 AH
129

ইসলামী সভ্যতার ইতিহাস (প্রথম খণ্ড)

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

জনগুলি

نبايع عبد الله الإمام أمير المؤمنين بيعة طوع وإيثار، ورضا واختيار، واعتقاد وإضمار، وإعلان وإسرار، وإخلاص من طويتك، وصدق من نيتك، وانشراح من صدرك، وصحة من عزيمتك، طائعا غير مكره، ومنقادا غير مجبر، مقرا بفضلها، مذعنا بحقها، ومعترفا ببركتها، ومعتدا بحسن عائدتها، وعالما بما فيها، وفي توكيدها من صلاح الكافة، واجتماع كلمة العامة والخاصة، ولم الشعث وأمن العواقب، وسكون الدهماء، وعز الأولياء، وقمع الأعداء - على أن فلانا عبد الله وخليفته، المفترض عليك طاعته، الواجب على الأمة إمامته وولايته، اللازم لهم القيام بحقه، والوفاء بعهده، لا تشك فيه، ولا ترتاب به، ولا تداهن بأمره ولا تميل. وإنك ولي أوليائه، وعدو أعدائه من خاص وعام، وقريب وبعيد ، وحاضر وغائب، متمسك في بيعته بوفاء العهود وذمة العقد، سريرتك مثل علانيتك، وضميرك فيه وفق ظاهرك، على أن إعطاءك هذه البيعة من نفسك، وتوكيدك إياها في عنقك لفلان أمير المؤمنين عن سلامة من قلبك، واستقامة من عزمك، واستمرار من هواك ورأيك، في أن لا تتأول عليه فيها، ولا تسعى في نقض شيء منها ، ولا تقعد عن نصره في الرخاء والشدة، ولا تدع النصح له في كل حال راهنة أو حادثة، حتى تلقى الله موفيا بها، مؤديا للأمانة فيها، إذ كان الذين يبايعون ولاة الأمر خلفاء الله في الأرض إنما يبايعون الله، ويد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، عليك بهذه البيعة التي طوقت بها عنقك، وبسطت لها يدك، وأعطيت فيها صفقتك، وما شرط عليك فيها من وفاء وموالاة ونصح ومشايعة وطاعة وموافقة واجتهاد ومبالغة، عهد الله إن عهده كان مسؤولا، وما أخذ الله على أنبيائه ورسله - عليهم السلام - وعلى من أخذ من عباده من مؤكدات مواثيقه ومحكمات عهوده، وعلى أن تتمسك بها فلا تبدل، وتستقيم فلا تميل، وإن نكثت هذه البيعة، ومتى بدلت شرطا من شروطها، أو عفيت رسما من رسومها، أو غيرت حكما من أحكامها، معلنا أو مسرا أو محتالا أو متأولا، أو زغت عن السبيل التي يسلكها من لا يحقر الإمامة، ويستحل الغدر والخيانة، ولا يستجيز حل العقود وختل العهود، فكل ما تملكه من عين أو ورق أو آنية أو عقار أو سائمة أو زرع، أو غير ذلك من صنوف الأملاك والأموال المدخرة، صدقة على المساكين يحرم عليك أن ترجع شيئا من ذلك إلى مالك بحيلة من الحيل، على وجه من الوجوه وسبب من الأسباب، أو مخرج من مخارج الإيمان، وكل ما تستفيده في بقية عمرك من مال يقل خطره أو يجل فصدقة في سبيل الله، إلى أن تتوفاك منيتك ويأتيك أجلك، وكل مملوك لك اليوم من ذكر أو أنثى وتملكه إلى آخر أيامك أحرار سائبون لوجه الله، ونساؤك يوم يلزمك الحنث ومن تتزوج بعده في مدة بقائك طوالق ثلاثا طلاق الحرج والسنة لا مبتوتة ولا رجعة، وعليك المشي إلى بيت الله الحرام ثلاثين حجة حافيا راجلا لا يرضى الله منك إلا بالوفاء بها، ولا يقبل الله لك صرفا ولا عدلا، وخذلك يوم تحتاج إليه وبرأك من حوله وقوته وألجأك إلى حولك وقوتك، والله - عز وجل - بذلك شهيد وكفى بالله شهيدا.

1

وبلغت المبايعة التي كتبت للحاكم بأمر الله العباسي في أواسط القرن الثامن للهجرة بمصر ما يملأ أربع صفحات من هذا الكتاب، ونشر السيوطي في حسن المحاضرة مبايعة أحد الخلفاء العباسيين بمصر في سبع صفحات كبار.

2 (4) بيعة ولي العهد

ذكرنا في كلامنا على الخلافة بعد أن صارت وراثية أن الخلفاء كانوا يبايعون لأولادهم بولاية العهد أو لغيرهم من ذوي قرابتهم، وكانوا يحتفلون بذلك مثل احتفالهم بمبايعة الخلفاء، وكثيرا ما كانوا يعرضون عزمهم في ذلك على أهل الرأي، كما فعل المنصور لما أراد البيعة لابنه المهدي، وكان جعفر يعترض عليه في ذلك فأمر المنصور بإحضار الناس، وقامت الخطباء فتكلموا وقامت الشعراء فأكثرت في وصف المهدي فرجحت بذلك بيعة المهدي.

وكانوا إذا رأوا غير واحد من أولادهم أو إخوتهم أهلا للخلافة بايعوا لأحدهم وشرطوا أن يخلفه فلان أو فلان، كما فعل يزيد بن عبد الملك لما أراد أن يبايع بولاية العهد، وكان ابنه لا يزال صغيرا فبايع أخاه هشاما على أن يخلفه ابنه الوليد بن يزيد، وكثيرا ما كانوا يغيرون في شروط المبايعة بعد حين إذا رأوا لزوما لذلك، وقد يبايع الخليفة بولاية العهد لأحد أولاده ويذكر من يخلفه ويخيره في استخلافه، كما فعل الرشيد لما كتب بولاية العهد لابنه المأمون ومن بعده للقاسم وجعل أمره للمأمون إن شاء أقره وإن شاء خلعه.

والعهد كتاب يكتبه الخليفة أو من يكتب له، ويختمه بخاتمه وخواتم أهل بيته، ويدفعه إلى ولي العهد أو من يتولى أمره فيحفظه إلى حين الحاجة، وقد يحفظه في مكان أمين في خزانة أو مسجد أو في الكعبة، كما فعل الرشيد بالكتابين اللذين كتبهما لأولاده بولاية العهد، أحدهما للأمين والآخر للمأمون وبعد هذا للقاسم.

ويدعى لولي العهد على المنابر بعد الدعاء للخليفة، فيقولون بعد الدعاء للخليفة «اللهم وبلغه الأمل في ولده فلان ولي عهده في المسلمين، اللهم وال من والاه من العباد وعاد من عاداه في الأقطار والبلاد، وانصر من نصره بالحق والسداد، واخذل من خذله بالغي والعناد ، اللهم ثبت دولته وشعاره، وانبذ من نابذ الحق وأنصاره».

علامات الخلافة

علامات الخلافة ثلاث: البردة، والخاتم، والقضيب. (1) البردة

অজানা পৃষ্ঠা