إلا بر ومكرمة ، ومن أجلك أنت الذى قد امتطيت صهوة الجواد وتأخذ بالتاج والعرش فلتأت إلى بلاط ملك الملوك ، ولتعلم أنه الذى وضع ذلك التاج على رأسك ، ولتعرف أنه أسند إليك الملك فقد سمعت ماذا فعل مع كل من أخذ منه التاج والملك ، ولقد كان قابوس ملك" كرمان" واحدا من هؤلاء ومثل ملك" كرمان" بين حضرة جنابه العظيم طائعا منقادا ، وقبل أعتابه الرفيعة وسلم التاج والعرش ، وقال ملك الملوك للموابدة : لم يكن فى رأينا قط أن نعطى لقب الملك لمخلوق قط فى ممالك آبائنا وأجدادنا إلا أنه حينما لجأ إلينا" قابوس" ظهر له" نورايى" بالرأى والحرص الذى نحن عليه أن لا ينتقص مخلوق منه قط بأن نضم إلى تاجه وعرشه الإقبال واليمن ، وكل من يدخل فى طاعتنا ويكون مستقيما على جادة الطاعة لا نسقط لقب الملك منه ، ولا يجوز لمخلوق قط ليس من أهل بيتنا أن يدعى ملكا (1) سوى تلك الجماعة من أصحاب الثغور وهى الآن ناحية" المغرب" و" خوارزم" و" كابل" ولم نعط الملك ميراثا على نحو ما أعطيناه من قبل مرارا ويجب على الأمراء جميعا أن يلتزموا حضرتنا كل فى دوره ، ولا تجوز لهم رتبة ولا درجة ، فلو سعوا وراء الدرجات لوقعوا فى الجدل والقيل والقال ولضاعت هيبتهم ووقارهم وهان أمرهم فى أعين الخلق ، فماذا ترون أنتم فى هذا؟ إن كان هذا الرأى مستحسنا لديكم فعليكم بالعمل به ، وإلا فليتخذ الصلاح ، ولما كان افتتاح هذا واختتامه مقرونا بالصلاح والنجاح فقد وجب النفاذ وأعيد قابوس ، ولقد أبديت هذا القدر لك أيها الأمير ، لأنك قد طلبت أن أسدى لك الصلاح على وجه السرعة فيجب عليك أن تحزم أمرك بالرحيل فورا وأن تمثل فى حضرة السلطان عاجلا ، حتى لا ينتهى الأمر بأن تطلب للمثول وتصبح ذميما عنده ويزل أعقابك من بعدك ، وتبتلى بغضب ملك الملوك ، وما هو مأمول فيك اليوم لا يمكن إدراكه غدا ، وتتحول من مقام الطاعة إلى مقام العصيان ، أما بقية الأسئلة التى سألتها عن أحكام ملك الملوك وقلت إن بعضها ليس مستنكرا ، وأثبت أن البعض الأخير غير مستقيم بأى وجه من الوجوه فإنى أجيبك بأن ما كتبته للسلطان بأن يطلب حق الأولين يمكن أن يقول بترك السنة ، فإن كان مواتيا للدنيا لم يكن مستقيما مع الدين واعلم أن السنة سنتان سنة الأولين
পৃষ্ঠা ৩৪