بذل الشيخوخة وعجز القعود عن التدبير ، وبقى حال ، أفضل من النور فى ظلمات غياهب المصائب وصدمات نيوب النوائب فى جمع تاريخ طبرستان ، إذ كان الرفاق قد مضوا فى كرونمت أنا فى اضطراب وبرغم الكثير من العلل والخلل من الزمان إلا أننى نهضت كما يجب لا كما يجب فى جمع تاريخ طبرستان.
ولما لم يعد لى مكان فى القلب لآمل قط فى الدهر القديم ، عاودنى الشوق مرة أخرى ، ولما كان تقديم الأقدم واجبا ، فقد جرى ترجمة هذه الرسالة المليئة بالحكم كالفلك المشحون وجرى بها الافتتاح والله ولى التيسير والتسهيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وكل ما فى هذا التاريخ من قليل أو كثير من الحكم والمواعظ والأشعار والأمثال والنكات وأحوال الخلفاء والعلماء وحكايات الملوك والأمراء وسيرهم وشيمهم ومكاتباتهم قد نقله هذا الضعيف جملة من الكتب المتفرقة ، ومن أفواه العلماء والمتوقع من القراء المنصفين وفحول المصنفين المبرزين الذين إذا تيسر لهم مطالعة هذا الكتاب ورأوا فيه خللا فى النقاط أو ذللا فى النكات أن لا يضنوا بفضل وكرم تصحيح السقيم منه وتقويم غير المستقيم فيه ، ذكاة للفضل وشكرا لرحمة الله وأن يتجاوزوا التعنت وأن يذكروا الدعاء حتى يجنب مالك الدين والملل أقوال وعمل كافة المسلمين الخطأ والخلل ، وأن يوفقوا للصدق والصواب إنه ولى الإحسان وعليه التوكل وقد قسم هذا الكتاب إلى أربعة أقسام بتوفيق الرب المتعال :
القسم الأول : من ابتداء نشأة طبرستان ويضم أربعة أبواب ، الباب الأول : فى ترجمة كلام ابن المقفع ، الباب الثانى : فى ابتداء نشأة طبرستان وقيام العمران ومدنها ، الباب الثالث : فى خصائص طبرستان وعجائبها ، الباب الرابع : فى ذكر الملوك والأكابر والعلماء والزهاد والكتاب والأطباء وأهل النجوم والحكماء والشعراء.
القسم الثانى : فى ابتداء دولة «آل وشمكير» «آل بويه» ومدة استيلائهم على طبرستان.
القسم الثالث : فى انتقال ملك طبرستان من «آل وشمكير» الذين كان آخرهم «أنوشروان بن منوجهر بن قابوس» أى سلاطين آل محمود والسلاجقة.
القسم الرابع : من ابتداء ذكر دولة «آل باوند» الثانية حتى آخر دولتهم.
পৃষ্ঠা ২৬