فعندها قسم الاسكندر بلاد المشرق على ملوك الطوائف، ونقل عن بلدانهم علم النجوم والطلب والفلسفة والحراثة إلى بلدان المغرب، بعد ان حولها إلى اليونانية والقبطية. فلما هلك الاسكندر وحصلت البلاد في أيدي الطوائف رفعوا الحرب والتجاذب فيما بينهم، فكان الواحد منهم إنما يغلب الآخر بالمسائل العويصة. ففي أيامهم وضعت الكتب التي هي في أيدي الناس من مثل: كتاب مروك وكتاب سندباد وكتاب برسناس وكتاب شيماس، وما أشبهها من الكتب التي يبلغ عددها قريبا من سبعين كتابا. فبقوا على هذا المنهاج إلى أن ملك منهم نيف وعشرون نفرا، خرج في عدادهم من سمت به همته على الغزو، وكان عدد أولئك الطوائف تسعين ملكا كلهم يعظمون من يملك العراق وينزل طيسفون، وهي المدائن، وكان إذا كاتبهم يبدأ بنفسه.
شابور بن اشك:
وممن تأهب للغزو شابور بن أشك بن أذران بن أشغان، وهو الذي في زمان ملكه ظهر المسيح عليه السلام، فغزا الروم وكان ملكها إذ ذاك أنطيحس. وهو الملك الثالث بعد الاسكندر، وهو الذي أنشأ مدينة إنطاكية فنكل فيهم قتلا وسبيا وجمع ذراريهم في سفن وأغرقها وقال: يا لثارات دارا! فظفر بكثير مما كان الاسكندر نقله عن بلاد الفارس، فرده إلى أرض مملكته وصرف بعضه إلى النفقة على حفر نهر بالعراق، يسمى بالعربية نهر الملك.
جودرز بن اشك:
ومنهم جودرز بن اشك. غزا بني إسرائيل وذلك بعقب قتل يحي إبن زكريا عليهما السلام، فخرب مدينتهم أورشليم المرة الثانية، ووضع السيف في أهلها فأسرف في قتل اليهود، وسبى خلقا منهم. وكان غزاهم طيطوس بن أسفيانوس ملك رومية قبل ذلك، بعد إرتفاع المسيح بأربعين سنة فقتل وسبى.
بلاش بن خسرو:
পৃষ্ঠা ৩৫