149

তারিখ সিনা ও আরাব

تاريخ سينا والعرب

জনগুলি

أما قبة النبي ياسر فقائمة على تل مرتفع فوق شاطئ البحر في مكان يدعى «اليزك»، ذكره الشيخ عبد الغني النابلسي (1143ه) في رحلته عند ذكر مدينة العريش، قال: «في تلك البلاد مكان مبارك يقال له اليزك ... ويقال: إنه متصل بالغار الذي في بلاد الخليل» ا.ه. وقد جدد بناء هذه القبة عثمان بك فريد المار ذكره، ونقش على رخامى فوق باب القبة هذه العبارة: «هذا مقام نبي الله ياسر صاحب الفضل والمآثر - عليه السلام - جدده عثمان بك فريد محافظ العريش سنة 1317ه/1899م.» وفي سنة 1318ه نكب عثمان بك فريد بابن عزيز له في العريش فدفنه عند القبة. وهناك بئر قديمة العهد تعرف ببئر اليزك، جددت بأمر الجناب العالي الخديوي عند زيارته الحدود سنة 1898، وقد بني لها حوض لسقي السابلة، وماؤها أعذب من آبار المدينة، وعند هذه البئر المحجر الجديد المار ذكره.

وبجانب القبة إلى جهة البحر قبران: قبر عليه شاهدتان من الرخام، ارتفاع كل منهما نحو متر، وقد حفر على الشاهدة الشرقية شجرة ورد جميلة الصنع، وعلى الغربية كتابة بالتركية هذا نصها: «هو الحي الباقي، دركاه عالي يكنجر يلري أغاسي أولوب عريش محافظي أيكن رحلت دار بقاء أيدن مير ميران مرحوم، ومغفور له أمين سنة 1197ه»، وترجمته: «انتقل إلى دار البقاء المغفور له المير ميران آغا الإنكشارية الهمايونيو الذي كان محافظا للعريش سنة 1197ه/1783م.» وقبر آخر فوقه حجر منقوش عليه بالعربية: «قل هو الله أحد، هذا قبر المغازي في سبيل الله الحاج حسن بن طلحة.» (ج) حلة المساعيد

أما حلة المساعيد فهي حلة صغيرة في وسط حديقة متسعة من النخيل وأشجار الفاكهة والخضر، على نحو أربعة أميال غربي العريش، وفيها «بئر المساعيد» على السكة السلطانية قرب شاطئ البحر، وبئر أخرى في وسطها على نحو مائة متر من الأولى، وهي بئر عذبة الماء قريبة القعر، وقد كان محافظو العريش السابقون لعثمان بك فريد يأتون بماء الشرب من القنطرة، فلما جاء عثمان بك محافظا استعذب ماء هذه البئر، فحصرها في برميل أنزله في الحفرة، ومنع العامة عنها، واستغنى عن ماء القنطرة، وجرى مجراه المحافظون الذين جاءوا بعده، وبنى المحافظ محمد إسلام بك على البئر كوخا من الخشب، وجعل لها قفلا لأجل حمايتها، وما زالت محمية، وموظفو المحافظة يشربون منها إلى اليوم. (3-3) سكان مدينة العريش

وأما سكان مدينة العريش وضواحيها، فقد بلغ عددهم في تعداد المحافظة سنة 1907 مع سكان حلة الشيخ زويد 5851 نفسا كما مر، أما سكان الشيخ زويد فلا يزيدون على مائة نفس، فيكون عدد سكان مدينة العريش نحو 5750 نفسا، أو 2900 ذكر و2850 أنثى، وكلهم مسلمون على المذهب الحنفي بينهم 11 مسيحيا و3 يهود، وقد كانوا في أيام عبد الغني النابلسي (1730م) نحو ألفي نفس، غالبهم دائم الأسفار إلى مصر والشام على الإبل ؛ لضرورة المعاش.

وهم فريقان كبيران: «العرايشية، والفواخرية».

أما «العرايشية» فجلهم من متخلفي العساكر التركية الذين أرسلوا لحماية قلاع العريش، وقطية، والطينة في مدات مختلفة منذ تأسيس تلك القلاع إلى أن ألغى محمد علي باشا قلعة العريش بعد سنة 1840م في الأرجح، وهم عدة فرق أهمها: «أولاد سليمان، والآغاوات، والمماليك، والكشاف، والشرابجة، والشرفا، والحجاجوة»، ويقال: إن الفرق الثلاثة الأولى هم متخلفو حامية العريش، وأقواها فرقة أولاد سليمان، حتى لقد ينسب العرايشية كلهم إليهم، وإن الكشاف هم متخلفو حامية قطية، والشرابجة متخلفو حامية الطينة.

وأما «الفواخرية» فأكثرهم من مهاجري جنوبي سوريا، جاءوها بعد تأسيس القلعة للاتجار مع حاميتها وبادية العريش، قيل لقبوا بالفواخرية؛ لأن أكثرهم كانوا يتجرون بالفخار يأتون به من غزة، وفي غزة إلى الآن معمل فخار لصنع آنية الماء من تربة سوداء هناك، وأهل العريش يشترون منه الجرار السود التي يستخدمونها لنقل الماء، أما الفواخرية أنفسهم، فيقولون إن أصلهم «عرب من الشرق». وهم فرقتان: «الغولة، والقلعجية، والسلايمة، والفيران، والعطاوين» وعليهم شيخ. «والعبادين، وأولاد أحمد، والصبايحة، والسحايقة» وعليهم شيخ آخر.

أما العطاوين فقيل إنهم من سكان المدينة الأصليين، وهم عائلتان فقط، لا يزيدون عن عشرين نفسا، وأما السلايمة فمن مهاجري الخليج، والفيران من مهاجري غزة.

هذا، وفي سنة 1840 كان غطاس آغا من فرقة الآغاوات حاكما في العريش، فوقع خلاف بينه وبين قومه العرايشية، فشكوه إلى الحكومة بمصر فعزل، فانفصل الآغاوات والمماليك منذ ذلك العهد عن العرايشية، وانضموا إلى الفواخرية وألفوا معهم حزبا واحدا، فأصبح سكان العريش حزبين متقاربين عددا وثراء.

وبعض أهل العريش يتجرون مع البدو في البادية، وبعضهم يتجرون في سوق المدينة، وبعضهم يشتغلون بالزراعة، وآخرون في خدمة الحكومة: عساكر بوليس، وكتابا، ووكلاء نظار. ولكن أكثرهم يقتنون الإبل ويشتغلون جمالة. ولهم مهارة خاصة في تربية الإبل وسياستها ونقل الأحمال عليها، بل هم في ذلك أمهر أهل الجزيرة، ويأتي بعدهم الطورة ثم أهل التيه، ولهم في ضواحي بلدتهم نخيل كثير يعنون به كما مر، وهم يتبعون في معائشهم نظاما معينا اعتادوه منذ عهد بعيد، وذلك أنه عند انتهاء موسم النخيل في أواخر أكتوبر يذهب قسم كبير منهم إلى مصر بإبلهم، فيؤجرون الإبل لنقل القطن والحبوب ويرعونها البرسيم، وفي يناير يبدءون بالعودة إلى أوطانهم لتلقيح نخيلهم والاعتناء بزراعتهم، وأهم زراعتهم: البطيخ والشعير والقمح، يزرعونها على المطر؛ الشعير بعد أول مطرة، والقمح بعد زرع الشعير بنحو شهر، ثم يزرعون البطيخ، يزرعون منه حقولا متسعة، وبه يتجرون ويعلفون خيلهم وإبلهم كما مر، وبعد حصد الزرع في أواخر مايو أو أوائل يونيو يجعلون حبوبهم في مطامير، ويرحلون إلى غزة بجمالهم ونسائهم؛ لمساعدة أهلها في الحصاد وتأجير إبلهم لنقل الحبوب، ثم يرجعون إلى وطنهم عند انتهاء الحصاد في أوائل سبتمبر، ومعهم ما جنوه من الحبوب، فيضيفونه إلى مطاميرهم، ويبقون إلى انتهاء موسم البلح في أواخر أكتوبر، فيذهبون إلى مصر كما مر، وهكذا.

অজানা পৃষ্ঠা