وبعد إيابه إلى وطنه اتفق مع سليم شحادة على وضع كتاب «آثار الأدهار» وهو المعجم التاريخي الجغرافي الذي كان صدور الجزء الأول منه في بداية سنة 1875 مرتبا على الحروف الهجائية ، ولما رفعاه إلى السلطان عبد العزيز كافأهما عليه بمائتين وخمسين ليرة عثمانية؛ لأنه أول معجم من نوعه في لسان العرب وسائر الألسنة الشرقية. وقد اقتدى بهما المعلم بطرس البستاني في كتاب «دائرة المعارف» الشهيرة، إلا أن المنية أنشبت أظفارها بصاحب الترجمة بعد صدور الجزء الأول من «آثار الأدهار» فمات في 10 آب 1875 في قرية «سوق الغرب» مصابا بالهواء الأصفر، ولكن سليم شحادة استأنف العمل وحده فطبع باسمه واسم زميله ستة أجزاء أخرى من هذا الكتاب بلغت صفحاتها نيفا وألف صفحة بحجم كبير ولم تتجاوز حرف الباء. وقد أبقى السليمان حسرات في القلوب لعدم نجاز هذا المشروع العظيم الذي كان يرجى من ورائه نفع كبير لأبناء اللغة العربية.
وكان المترجم ممتلئ الجسم، طويل القامة، حنطي اللون، شديد الذكاء، وكان كاتبا بليغا وشاعرا مطبوعا ومؤرخا مدققا، ومن شعره قصيدة عنوانها «العود الحسن» رفعها للسلطان عبد العزيز سنة 1867 لدى رجوعه من معرض باريز العام مطلعها:
قد سارت الركب لا نوق ولا هجن
وإنما البحر تسري فوقه القنن
سار العزيز منير الشرق مالكنا
للغرب والنور يحيي من به قطنوا
شق البحار بأطيار البخار فقل
أين الرياح بما لا تشتهي السفن
وله قصيدة نظمها في تهنئة نصر الله فرنقو باشا عند تعيينه حاكما على جبل لبنان نذكر منها هذه الأبيات:
بنصر الله والفتح القريب
অজানা পৃষ্ঠা