নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস

আলফোন্স দ্য লামার্টিন d. 1366 AH
179

নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

জনগুলি

كانت هذه الغموم اليومية من أشد العوامل في إضعاف صحة الإمبراطور وتغيير ملامحه الطبيعية، إلا أن هذا الضعف لم يمنعه من مواصلة أعماله العقلية التي باشرها منذ وصوله إلى الجزيرة. ففي اليوم نفسه، الذي حاول فيه هدسن لوو أن يزعجه بإصدار الأمر المتعلق بالآنية الفضية، أملى على الجنرال غوركو موقعة مارنغو، وقرأ لاس كاز موقعة أركول التي كان أملاها قبل مدة.

ذات يوم قدم الكولونيل رياد إلى لونكوود، وطلب أن يمثل أمام الإمبراطور. كان يحمل مذكرة ضمنها السير هدسن مطاليب جديدة؛ وهذا ما جاء فيها: «على الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء مع الجنرال بونابرت أن ينزلوا عند جميع الأوامر التي تلقى عليه ، من غير أن يعترضوا على واحد منها، أما الذين يرفضون فيرسلون حالا إلى رأس الرجاء الصالح. كل من يسمح لنفسه بأن ينهج نهجا سيئا مع الحاكم أو الحكومة، يرسل حالا إلى رأس الرجاء الصالح، حيث لن يؤذن له بالعودة إلى أوروبا.» فلما قرأ الإمبراطور هذه المذكرة المجحفة التي أصدرها سجانه قال: «أفضل أن يذهب الجميع، على أن أرى حولي أربعة رجال أو خمسة مضطربين دائما أو مهددين في كل آونة بالإبحار عنوة. ألا فليطرد جميع الناس، وليضع خفراء على الأبواب والنوافذ، وليمنع عني حتى الخبز والماء، فلا يهمني كل ذلك. إن روحي حرة، وقلبي حر كما لو كنت في أوروبا أسن لها الشرائع.» على أننا لم نذكر جميع الأوامر التي أراد هدسن لوو أن ينزل الإمبراطور عندها، فلقد صرح فوق ذلك بأنه محظر على نابوليون أن يلج أي بيت كان، أو أن يتحدث مع أحد يصادفه في نزهاته، التي يقوم بها على ظهر جواده أو مشيا على الأقدام. وزاد على تصريحه هذا تصريحا آخر ينطوي، على أن الأوامر التي وضعت «للجنرال بونابرت»، تشمل جميع حاشيته.

قال نابوليون في إحدى شكاياته: «إنهم يختصرون حياتي بإغضابهم إياي!» ولقد أصاب في قوله؛ إذ إن الحمى بدأت تستولي عليه وتتمكن منه يوما بعد يوم، إلا أن رفاقه في أيام الشؤم رفضوا جميعهم مغادرته، بالرغم من شدة الشروط التي وضعها هدسن لوو سوى أن الإمبراطور طلب أن يوضع حد لهذه التهديدات اليومية بأن يذعن رفاقه إلى الذهاب لرأس الرجاء الصالح؛ أما هم فأصروا على البقاء إصرارا اضطر الإمبراطور أن يلزم الصمت.

في أواخر شهر تشرين الثاني سنة 1816 أصدر هدسن لوو أمرا بإبعاد لاس كاز إلى الرأس. أما لاس كاز، فبعد أن بقي مدة في رأس الرجاء الصالح، منح أمرا بالذهاب إلى أوروبا حيث قاسى كثيرا من الاضطهادات.

الفصل الرابع والعشرون

إن من البديهي أن حاشية نابوليون كانت تزعج منفذ مآرب «العصبة المقدسة»،

1

فلذلك أراد هدسن لوو أن لا تلطف غيرة الأوفياء وتعزيتهم عذابات الرجل الكبير وآلامه البطيئة، فأصدر أمره بإبعاد لاس كاز، وأخذ يحاول تنحية الطبيب أوميارا. قال له ذات يوم: «إني أرتاب بك!» ثم كتب إلى أوندرا ليؤذن له بإبعاد أوميارا عن سنت هيلين؛ إلا أن هذا الطبيب المخلص بقي يقتحم شبهة الحاكم، ولم يفتأ يزور مريضه العظيم موفرا له، ليس نجدة فنه فحسب، بل جميع وسائل التعزية التي أتيح له أن يبديها.

في السادس عشر من شهر أيار 1818 استلم الدكتور أوميارا كتابا من الليوتنان كولونيل إدوار وينيار يقول له فيه باسم هدسن لوو إن الكونت باثورست، أحد الوزراء الإنكليز، أصدر أمرا يقضي عليه بأن يكف عن ملازمة الجنرال بونابرت. قال أوميارا: «كانت الإنسانية، وواجبات مهنتي، وحالة نابوليون الصحية، تمنعني من النزول عند هذه الأوامر الوحشية ...» إلا أنه ما لبث أن رضخ مرغما، ولكنه أسرع بإعطاء مريضه التعليمات الطبية التي كان من الواجب أن يستعملها بعد سفره. أما نابوليون، فلما انتهى أوميارا من إعطاء تعليماته قال له بحدة: «عندما تصل إلى أوروبا تذهب بنفسك إلى شقيقي جوزيف، وتقول له إنني أرغب في أن يعطيك الرزمة المحتوية على الرسائل الخصوصية التي كتبها إلى الإمبراطور إسكندر وفرنسوا، وملك بروسيا وسائر أمراء أوروبا والتي سلمته إياها في روشفور، ثم تنشرها لتظهر عار هؤلاء الأمراء، وتكشف للعالم عن التوسلات الدنيئة التي كان يبديها لي هؤلاء التبعة عندما كانوا يطلبون إلي أن أبقي لهم عروشهم عندما كنت قويا؛ لما كانت السلطة في قبضة يدي كانوا يسعون إلى نيل حمايتي، وشرف الاتحاد معي، ويلعقون غبار قدمي. أما الآن، وقد أصبحت مسنا، فإنهم يظلمونني بخساسة وجبن ويفصلونني عن امرأتي وولدي. أرجو منك أن تقوم بما أعهد به إليك، وإذا قرأت افتراءات مصوبة إلي فلا تتأخر عن تكذيبها.»

بعد ذلك أملى الإمبراطور رسالة على الكونت برتوان، ذيلها بحاشية كتبها بيده، أوصى فيها ماري لويز بالدكتور أوميارا، ثم كلف الدكتور بأن يطلع أقرباءه على حالته. قال: «ستعبر لهم عما أحفظه لهم من الشواعر والمحبة ، كن ترجمان عاطفتي وإخلاصي لدى لويز المحبوبة ووالدتي المخلصة وبولين. إذا رأيت ولدي عانقه عني، وقل له: لا ينس أنه ولد أميرا فرنسيا! وأخيرا اجتهد في أن ترسل إلي معلومات صحية عن الطريقة التي يتعهدون بها ولدي.» قال ذلك وأخذ يد الدكتور وعانقه قائلا: «وداعا يا أوميارا، هي المرة الأخيرة التي أراك فيها. عش سعيدا!»

অজানা পৃষ্ঠা