নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস

আলফোন্স দ্য লামার্টিন d. 1366 AH
173

নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

জনগুলি

إلا أن ممثلي فرنسا كانوا قد أذعنوا لإشارة لافاييت، الذي قال: إن وجود نابوليون عالة على سياسة فرنسا. فهلل البوربونيون والغرباء لهذه الفكرة، ورحبوا بها أيما ترحيب! أما الرجال المخلصون لنابوليون فقد تركوا لليأس سبيلا إليهم، ونصحوا الإمبراطور بأن يرضخ للقدر المحتوم الذي يتقاضاه تضحية جديدة؛ عند هذا شعر نابوليون بأن القضاء أصبح لا مرد له، وأن أصدقاءه وأعداءه يجمعون الكلمة على ضرورة تنازله، فصرح أنه عزم على التنازل لابنه. ولكن أعداء السلالة الإمبراطورية، الذين انتصروا في مجلس الممثلين، نحوا طلب إصعاد نابوليون الثاني إلى العرش، وألفوا لجنة من خمسة أعضاء لتشكيل حكومة مؤقتة وهم: فوشه، كارنو، فرونيه، كينيت وكولنكور.

عندما علم نابوليون بهذا النبأ استسلم لسخطه الشديد فصرخ قائلا: «لم أتنازل لديركتوار جديد! بل تنازلت لابني، فإذا لم يريدوا ذلك يكون تنازلي وهميا! تعلم المجالس حق العلم أن الشعب والجيش والرأي العام كلهم يرغبون في ذلك بل يريدون! لقد رأى الغرباء بأم عينهم أن عشرين آذار لم يكن مسألة حزبية، بل نتيجة تعلق الفرنسيين بي وبسلالتي.» كانت باريس تضم في أحشائها عددا كبيرا من الوطنيين الذين كانوا يفكرون في أنه من الواجب تحصين البلاد قبل كل شيء، وأن هذا التحصين لا يتم بدون ذراع الإمبراطور ونبوغه واسمه، وكان الجنود يشتركون معهم بهذا الرأي، إلا أن الأكثرية كانت تصرخ من جميع الجهات: «لا إمبراطور! لا جنود!» سوى أن وجود نابوليون في باريس كان يخيف المجالس، ويدب الريبة في نفس فوشه، الذي كان يدير الحكومة المؤقتة ويتداول مع الخارج، فعهد إلى كارنو بأن يذهب إلى الإمبراطور ويبته على ترك العاصمة، فلما وصل كارنو إلى الإليزه وجد نابوليون وحده في الحمام، ولما أطلعه على الغاية من زيارته، تعجب الإمبراطور المخلوع من القلق الذي يحدثه وجوده في باريس، فقال لكارنو: «أنا لست إلا مواطنا بسيطا، بل أقل من مواطن بسيط.»

في الخامس والعشرين من شهر حزيران اتجه نابوليون إلى ملميزون،

1

حيث وجه إلى الجيش نداء نأخذ منه هذه الفقرة: «أيها الجنود، قليل من الجهود بعد وتنحل العصبة. أنقذوا شرف الفرنسيين واستقلالهم، وكونوا حتى النهاية هؤلاء الذين عرفتهم منذ عشرين سنة فتصبحوا لا تقهرون!»

في السابع والعشرين من حزيران، عندما شاع نبأ دنو الحلفاء من باريس، كتب نابوليون إلى الحكومة المؤقتة يطلب منها أن تقبله كجندي، قائلا إنه لم يعدل عن أشرف واجب وطني في تنازله عن السلطة، وإن دنو الأعداء من العاصمة لا يترك ريبة بنواياهم السيئة. إلا أن طلبه هذا رفض بتاتا، فسخط نابوليون لهذا الرفض سخطا شديدا، وحدثته نفسه بأن يسترجع قيادة الجيش ويحاول إسقاط الحكومة كما عمل في الثامن عشر من برومير، ولكن الدوق ده باسانو حوله عن هذه الفكرة، بقوله له: إن الظروف الحالية لم تبق هي نفسها التي كانت في العام الثامن، فاضطر نابوليون أن يذعن، وترك ملميزون واتجه إلى روشفور، وفي نيته أن يبحر إلى الولايات المتحدة.

استلم الجنرال بيكر، وهو الذي عهدت إليه الحكومة المؤقتة بحراسة سيده العظيم في ملميزون، أمرا بمرافقة نابوليون حتى روشفور، وبأن لا يتركه إلا عندما يصبح في عرض البحار؛ أما الجنرال الباسل هذا فقد قال للإمبراطور وهو يقترب منه: «لقد عهد إلي بأمر شاق، وسأفعل ما بوسعي لمرضاتك.» ولقد بر الجنرال بكلامه؛ إذ إنه لم ينس قط أن يؤدي إليه ما يجب أن يؤدي للعظمة الساقطة والنبوغ التعس.

ترك نابوليون ملميزون في التاسع والعشرين من شهر حزيران، ووصل إلى روشفور في الثالث من تموز، وفي اليوم التالي أقبل عليه شقيقه جوزيف. وفي الثامن من شهر تموز أبحر نابوليون وفي نيته أن يتجه إلى الولايات المتحدة، وفي الرابع عشر منه كان في جزيرة إكس ينتظر جواب أميرال الباخرة الإنكليزية على كتاب أرسله إليه مع لاس كاز وسافاري، يسأله فيه عما إذا كان الوزراء الإنكليز لم يرسلوا إليه أمرا يقضي بعدم تعرضه له في المرور. إلا أن الأميرال ظل ساكتا مدة طويلة حتى عيل صبر الإمبراطور؛ ولما أرسل لاس كاز مرة أخرى إلى الأميرال ميتلان، علم منه أنه يرغب في إقلال نابوليون إلى إنكلترا، حيث يجد ما يليق به من الإكرام.

عندما حمل لاس كاز هذا النبأ إلى الإمبراطور، جمع هذا رفاقه حوله، وأخذ رأيهم في القسمة التي قدرت له، وما لبث أن صحت عزيمته على الالتجاء إلى كرم الشعب الإنكليزي وحلوله ضيفا على إنكلترا، فأخذ قلما وكتب هذه الكلمة إلى الجلالة الملكية، قال: «أيتها الجلالة الملكية، لقد تممت مهنتي السياسية بعد أن رأيتني هدفا للتحزبات التي تتقاسم بلادي ولبغضاء السلطات الكبرى في أوروبا. إني أجيء، كما جاء تميستوكل، لأحل ضيفا على الشعب البريطاني، الذي أضع نفسي تحت حماية شرائعه، تلك الحماية التي أرجوها من جلالتك الملكية التي أعتبرها كأعظم وأكرم وأثبت جلالة بين جميع أعدائي.»

حمل لاس كاز وغوركو هذه الرسالة إلى الأميرال ميتلان، وأبلغاه أن نابوليون سيتجه في اليوم التالي صباحا إلى باخرته، وفي الخامس عشر من تموز، عند بزوغ الفجر، حملت الباخرة «ليبرفيه» الرجل العظيم إلى الباخرة «بللروفون». وفي حين أوشك نابوليون أن يصعد إلى هذه الباخرة الأخيرة، رأى الجنرال بيكر يدنو منه ليودعه، فقال له بحدة: «تنح يا جنرال، فلا أريد أن يتصور البعض أن فرنسيا سلمني إلى أعدائي.» ثم مد له يده ولم يبعده، إلا بعد أن ضمه إلى صدره للمرة الأخيرة.

অজানা পৃষ্ঠা