নেপোলিয়ন বোনাপার্টের ইতিহাস
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
জনগুলি
كان من جراء ذلك أن يئس نابوليون من التغلب على ذلك الحسد وتلك الأحقاد المكينة، ولم يشأ من جهة أخرى أن يخنق تحت صدمات الغباوة والحماقة كل ما كان يشعر به من المقدرة السياسية والعسكرية، فألوى بنظره فترة عن أوروبا ليشخص به إلى الشرق.
كان بحاجة إلى حظوظ كبيرة تساعده على هذا العمل، إلا أن الطبيعة كانت قد أبدعته أهلا لكل عمل كبير وتحقيق ما يرغب فيه، وإذا كانت فرنسا تأبى عليه ذلك فالشرق يمنحه إياه.
ملأت هذه الأفكار مخيلة نابوليون فأنشأ مذكرة ليفهم الحكومة الفرنسية أنه من مصلحة الجمهورية أن تساعد على إنماء وسائل الدفاع عن فرنسا ضد مقاصد الممالك الأوروبية الطماعة وتجاربها المغيرة، جاء في المذكرة: «إن الجنرال بونابرت الذي ما زال منذ حداثته يخدم المدفعية، والذي قادها في حصار طولون وفي موقعتين من مواقع جيش إيطاليا يمتثل اليوم لدى الحكومة لتسمح له بالمضي إلى تركيا بوكالة من الحكومة ...
إنه سيعمل لمصلحة وطنه في هذا الميدان الجديد، فإذا قيض له أن يشدد قوى الأتراك، ويحكم صيانة قلاعهم، ويرمم ما تداعى منها، فيكون قد أدى لبلاده خدمة صحيحة.»
قال السيد ده بوريين: «لو وضع أحد كتاب الحرب كلمة كلمة «منح» تحت هذه المذكرة لغيرت هذه الكلمة وجه أوروبا.» إلا أن هذه الكلمة لم توضع، وبقي نابوليون خاملا في باريس، محكوما عليه بالبطالة من قبل السلطة، ولكن الحكمة كانت تهيئه لأوامر الثورة.
لم تدعه الثورة ينتظر طويلا. أفاق الملكيون، وقد شجعتهم الرجعة الترميدورية، فتسللوا إلى مداخل الأقسام الباريسية ودفعوها إلى التمرد على الاتفاقية، فكان الفوز الأول للمتمردين.
إن الجنرال مينو الذي اتهم بالخيانة، وكان قد تحقق ضعفه فأظهر تساهلا محسوسا، هو الذي سهل لهم هذا الفوز، وكان عليه أن يشتت شملهم ويخضعهم، أما زعماء الاتفاقية، الذين كانوا يعرضون نفوسهم بشدة لخطر الملكيين، فقد تذكروا عندئذ، بالرغم من غضبهم على الجاكوبيين،
1
ولكيلا يجزعهم انتصار الفئة المضادة للثورة، أنهم اضطهدوا وسجنوا فئة من الوطنيين المخلصين، الذين يستطيعون في مثل هذه الأحوال الخطرة، أن يكونوا مساعدين أشداء.
عند هذا سمع الجمهوريون المضطهدون نداء مضطهديهم، فأسرعوا إلى السلاح ليتلافوا الخطر الداهم، إلا أن هذا الجيش الفجائي كان بحاجة إلى قائد بعد أن سقط مينو ووضع قيد التوقيف، وبعد أن عين باراس لرئاسة ذلك الجيش وظهر عجزه عن قيادته، غير أن باراس هذا أتاح له الفكر الصائب أن يفهم موقفه العاجز، فطلب معاونا له أخبر منه بمهنة الحرب، وعين الجنرال بونابرت، فوافقت الاتفاقية على هذا التعيين بأمر منها، وقيض لنابوليون أن يسمعه من على المنابر العمومية، التي كان قد أسرع إليها ليشهد عن قرب سلوك الجماعة الذين يقبضون بيدهم على مقدرات الجمهورية.
অজানা পৃষ্ঠা