الأمير الختم
تربة والخرمة! لا بد عند هذا الحد من كلمة في هاتين البلدتين وقد أثارتا الحرب بين نجد والحجاز. الخرمة هي على مسافة خمسين ميلا من حضن إلى الشرق، وتربة هي على مسافة خمسة وسبعين ميلا منه إلى الجنوب. وجبل حضن هذا هو في التقاليد الحد الفاصل بين نجد والحجاز. فقد جاء في الحديث: من رأى حضنا فقد أنجد.
من هذه الوجهة إذن تكون البلدتان في نجد، ولكن أصحاب السيادة فيهما من أشراف الحجاز، فادعى الملك حسين رعايتهم. ومن الوجهة الأخرى إن الأهالي من بدو وحضر وفيهم الأشراف تمذهبوا في الزمن الغابر بالمذهب الوهابي؛ فلهذا السبب أيضا يدعي ابن سعود أنهم من رعاياه، وكلهم بدو وحضر لا يتجاوزون الخمسة والعشرين ألف نفس.
الأمير عبد الله ابن الملك حسين أمير شرقي الأردن.
تعلو الخرمة الكائنة في وادي سبيع ثلاثة آلاف وخمسمائة قدم عن البحر وعدد سكانها خمسة آلاف، ثلثاهم من العبيد المعتوقين، والثلث الآخر من عرب سبيع،
6
أما الأشراف فلا يتجاوزون الثلاثمائة نفس، ولكن أهميتها لا تقاس بعدد سكانها؛ لأنها كائنة في طريق التجارة بين نجد والحجاز، بل هي محطة تجارية لتجار الوشم والقصيم.
أما أمير الخرمة الشريف خالد بن منصور فهو من بني لؤي؛ أي من أقارب الملك حسين، ولكنه من المتصلبين في الوهابية؛ لذلك لم تصف الصلات بين الشريفين، بل أثمرت لخالد ثأرين، فقد حدث خلاف بينهما في سنة 1336 حمل جلالة الملك على حبس خالد، فاشتعل في صدره الثأر الأول، ولكنه غطاه لحين برماد النسيان، وراح يساعد الأمير عبد الله في حصار المدينة.
وهناك حدث خلاف بينه وبين الأمير وتكررت الإساءة التي لا مجال لذكرها، فتكلم خالد منذرا؛ فغضب الأمير وصفعه بيده، فسفي الرماد عن الثأر الأول والتهب مقرونا بالثأر الثاني.
جاء خالد إلى الرياض في آخر سنة 1336 يحذر ابن سعود من مساعي الحسين ونجله عبد الله ويستنجده عليهما. وقد حدث في السنة التالية (1918م) ما حقق قوله؛ لأن الأمير أرسل أربع حملات على الخرمة بقيادة الشريف شاكر وكان نصيبها كلها الفشل.
অজানা পৃষ্ঠা