مبارك مدهوشا: «ومتى كان هذا؟»
طالب متهانفا: «الأمر قضي بليلة.»
مبارك متغيظا: «كلها من مساعيك يا خبيث.»
طالب في لهجته السابقة: «تعلم الولد الخباثة من أبيه.»
مبارك وقد اشتعلت النقمة في عينيه: «سلط الله عليك يا خبيث! إليك عني.»
ضحك السيد طالب وهو يعيد قراءة البرقية.
وبعد ذلك أرسل مبارك رسوله عبد العزيز آل حسن إلى ابن سعود يهنئه ويلومه؛ لأنه لم يخبره بالاتفاق، فكتب عبد العزيز إليه يقول:
إني ابنك وقد أهنت نفسي في القدوم من الجبيل إلى الكويت، وما ذلك إلا حبا بك وعملا بإرادتك. ولكن كيف أستطيع أن أرضي والدي وهو يأمرني بألا أتفق والإنكليز، وألا أتفق والترك. فإذا بين لي حضرة والدي الطريق الثالث أسلكه راضيا شاكرا، ولكني أسأل والدي الآن: كيف استحسن ذاك الكلام في ولده على مائدة ابن قرطاس؟
فكتب مبارك معتذرا على عادته، فقال: «لا تصدق يا ولدي أكاذيب اللعين طالب، وأكد يا ولدي أني أريد أن أتظاهر أمام الأتراك بالبعد عنك والجفاء لأدرك لك الغاية التي تنشدها.»
فأجابه عبد العزيز: «والحمد لله أن الأمور كانت على ما يرام، فليهنأ الوالد بعز ولده، والسلام.»
অজানা পৃষ্ঠা