আরবি ব্যাকরণের ইতিহাস

ক্যালি শাদাউই d. 1450 AH
37

আরবি ব্যাকরণের ইতিহাস

تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية

জনগুলি

23

بعبارة أخرى: إن الأفعال كذهب ويذهب واذهب، والأسماء كرجل والضرب، ليست أمثلة على الحروف. هذا الأسلوب يسمى أسلوب المثال واللامثال؛ أي إن سيبويه عرض مفهوم الحرف بطريقة جديدة تتمثل في المقارنة بين الأمثلة واللاأمثلة؛ فذهب والرجل ليست أمثلة على الحرف بينما «سوف» مثال عليه.

لقد استخدم سيبويه ما يسمى متطلبات التعلم حين عرض مفهوم الحرف بعد عرض مفاهيم الاسم والفعل والمصدر؛ فهذه المفاهيم خبرات سابقة لتعلم مفهوم الحرف. وبتقديم سيبويه الأمثلة غير المنطقية للحرف بجانب أمثلة الحرف المنطقية؛ فذلك يعني تيسير عملية فهم المفهوم.

تدفعنا الكيفية التي عرض بها سيبويه المفهوم النحوي إلى أن نلاحظ أن التفكير النحوي لا يهبط كما لو أنه وحي. إنما هو إعمال للعقل يحتاج إلى وجود خبرات سابقة، وإلى سمات وخصائص تبرز بالمقارنة. وإذا ما لاحظنا أن النحاة آنذاك لم يكونوا مناصرين للعقل الذي يتأمل اللغة، إنما العقل الذي يصلحها من الفساد، فإن عرض سيبويه للمفاهيم النحوية جديد وبلا سابقة.

هل تصنيف سيبويه للكلام في اللغة العربية تصنيف مناسب؟ لا مجال لأن نحكم بأن يكون مناسبا أو غير مناسب؛ فالمجال مجال توصيف. لنتصور متكلما يريد أن يتواصل مع متكلم آخر ليبلغه بشيء ما. لا مناص أن يبني هذا المتكلم كلامه مستخدما مفاهيم سيبويه. سيستخدم فعلا واسما وحرفا، أو فعلا واسما ... إلخ. وهنا يمكن القول إن سيبويه يصف نظاما لغويا للتفاهم ولإيصال المعنى الذي يقصده المتكلم. وسيبويه ما فتئ يكرر على امتداد صفحات الكتاب بدون كلل ولا ملل أن هدف التحليل هو المعنى الذي يقصده المتكلم. إن المهم هنا هو أن سيبويه عالم درس اللغة مستخدما لهذا الغرض «المفاهيم العلمية التي تشكل علم النحو». درس نظام اللغة بدلا من أن يؤول نصوص اللغة أو يصحح لحنها، ونظر إلى المعرفة النحوية التي وصلت إليه على أنها معرفة يجب أن تحسن، ونظر إلى نفسه بوصفه نحويا يتساوى في القيمة المعرفية مع القيمة يتمتع بها الفقيه أو المفسر للنصوص الدينية. إن الحياد العاطفي الذي يظهره سيبويه تجاه اللغة العربية منذ الصفحة الأولى (هذا باب علم ما الكلم من العربية) لهو أحد معايير العلم؛ ذلك أن تعلقا عاطفيا باللغة العربية سيبدو غير مستحسن؛ لأنه سيدفع سيبويه إلى أن يدير ظهره للروح العلمية، وسيجعله يدافع عن نظرة خاصة تكون فيها اللغة العربية هبة إلهية فريدة ومتفردة.

استعارة الكتاب بعض مفاهيمه من علوم أخرى

عنون سيبويه الباب الثاني في رسالة الكتاب «هذا باب مجاري أواخر الكلم من العربية».

24

وقد استعار مفهوم «المجرى» من علم آخر، ثم اختفى من علم النحو، فلم يعد له أثر إلا نادرا. ينقل ابن منظور في معجم لسان العرب عن ابن سيده أن الأخفش قال: «والمجرى في الشعر حركة حرف الروي فتحته وضمته وكسرته، وليس في الروي المقيد مجرى؛ لأنه لا حركة فيه فتسمى مجرى، وإنما سمي ذلك مجرى؛ لأنه موضع جري حركات البناء والإعراب.»

25

অজানা পৃষ্ঠা