ج2 ص389). (2-2) ابن الهيثم
Ibn AL-Haythm (ت نحو 354-430ه/965-1038م)
هو أبو علي محمد بن الحسن بن الهيثم، أصله من البصرة. ولد سنة (354ه/965م)، ثم انتقل إلى الديار المصرية وأقام بها إلى آخر عمره، وكان فاضل النفس، قوي الذكاء، متفننا في العلوم لم يماثله أحد من أهل زمانه في العلم الرياضي، وكان دائم الاشتغال كثير التصنيف، وقد لخص كثيرا من كتب أرسطاطاليس وشرحها، وكذلك لخص كثيرا من كتب جالينوس في الطب، وكان خبيرا بأمور صناعة الطب وقوانينها وأمورها الكلية، إلا أنه لم يباشر أعمالها وتصانيفه كثيرة الإفادة، وكان جيد المعرفة بالعربية. قال ابن القفطي: إنه بلغ الحاكم بأمر الله وكان يميل إلى الحكمة خبر ابن الهيثم، فتاقت نفسه إلى رؤيته، ثم نقل له عنه أنه قال: لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال هو في طرف الإقليم المصري، فازداد الحاكم إليه شوقا وسير إليه سرا جملة من المال وأرغبه في الحضور، فسار نحو مصر، ولما وصلها خرج الحاكم للقائه والتقيا بقرية على باب القاهرة تعرف بالخندق، وأمر بإنزاله وإكرامه واحترامه، وأقام ريثما استراح وطالبه بما وعد به من أمر النيل، فسار ومعه جماعة من الصناع المتولين للعمارة بأيديهم ليستعين بهم على هندسته التي خطرت له، ولما سار إلى الإقليم بطوله ورأى آثار من تقدم من ساكنيه من الأمم الخالية، وهي على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية وتصوير معجز، تحقق أن الذي يقصده ليس بممكن، فإن من تقدمه في الصدور الخالية لم يغرب عنه علم ما علمه، ولو أمكن لفعلوه، فانكسرت همته ووقف خاطره، ووصل إلى الموضع المعروف بالجنادل (المعروف الآن بالشلال) قبل مدينة أسوان، وهو موضع مرتفع ينحدر منه ماء النيل فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، فوجد أمره لا يمشي على موافقة مراده وتحقق الخطأ والغلبة عما وعد به، وعاد خجلا منخزلا واعتذر بما قبل الحاكم ظاهره ووافق عليه، ولكي يتخلص من الحاكم لكثرة استحالته وإراقته للدماء لم يجد طريقا إلى ذلك إلا إظهار الجنون والخبال، ولم يزل على ذلك إلى أن تحقق وفاة الحاكم. وبعد ذلك بيسير أظهر العقل، وعاد إلى ما كان عليه، واستوطن قبة على باب الجامع الأزهر، وأقام بها متنسكا مقتنعا، واشتغل بالتصنيف والنسخ، وتوفي بالقاهرة في حدود سنة 430ه/1038م أو بعدها بقليل.
ومصنفات ابن الهيثم كثيرة، ففي أنواع العلم الرياضي والطبيعي بلغت خمسة وعشرين كتابا، وفي العلوم الطبيعية والإلهية أربعة وأربعين كتابا، ومن كتبه في النبات: كتابه في قوى الأدوية المفردة، وكتابه في قوى الأدوية المركبة. (2-3) علي بن رضوان
Ali Ibn Radwan (ت 453ه/1061م)
هو أبو الحسن علي بن رضوان بن علي بن جعفر، كان مولده ومنشؤه بمصر، وبها تعلم الطب والفلسفة وهو ابن ستة عشر عاما، فما بلغ الثانية والثلاثين حتى أصبحت له في الطب شهرة عظيمة، وكان يتصرف كل يوم في صناعته بمقدار ما يغني من الرياضة التي تحفظ صحة البدن ويغتذي بعد الاستراحة من الرياضة غذاء يقصد به حفظ الصحة، وكان يديم مطالعة كتب أبقراط
Hippocrate ، وجالينوس
Galien ، وكتاب الحشائش لديسقوريدس
Dioscorides ، وكتب روفس
Rufus ، وأريباسيوس
অজানা পৃষ্ঠা