============================================================
والجزيرة فأخذهم هرقل وأبادهم أول بأول ثم أن كسرى أمر المرزيان ويقال له روربهار وقدمه على الجيوش ليخرج لقتال هرقل فسار زوريهار حتى وصل إلى ناحية الموصل وكان هرقل افتتح أرمينية ومصر والشامات وقتل عامة الجيوش التي بهذه البلاد من الفرس وتبعه الذي بقي منهم وكذلك الارمان فاجتمع لهرقل برها (14) تلثماية ألف فارس وصار إليه من ناحية الحرر نحو أربعين ألف فارس فلما وصلوا إلى أذربيجان كتب لهم هرقل بالمقام هناك إلى أن يصير إليهم فلما فتح هرقل أرمينية شخص إلى نينوى فنزل على الدرب الأكبر وسار زوربهار فالتقت الجيوش هناك وكان بينهم فتال شديد فانهزم الفرس وقتل منهم يومئذ ما ينيف عن خمسين ألف رجل وقتل زوريهار مقدم العسكر واستباح هرقل أموالهم وبلغ ذلك كسرى فهرب عن الماحورة والمداين ثم وافا هرقل إليها فدخلها واستولى على دخاير الملك وأخذ كلما فيها واحرقها وأخرب الرسانيق وسبا أهلها وكان سيرويه بن كسرى محبوسا في اعتقال أبيه فخرج من الحبس وقتل أباه وملك بعده وكان ملك كسرى ثمان ولثين سنة وكان ملك سرويه في السنة السابعة للهجرة وهي السنة الثامنة عشر لهرقل وهي سنة أربعين وتسع ماية الإسكندر ثم إن هرقل رجع ونزل في قرية تمانين وهي التي أعمرها نوح عليه السلام بعد خروجه من الفلك وصعد إلى جيل حودي ونظر إلى موضع الفلك وأشرف على تلك الأرض كلها لأنه موضع مرتفع جدا ثم مضى إلى ناحية امد فأقام فيها ساير الشنوية ووجه سيرويه بن كسرى وفدا إلى هرقل يلتمس مصالحته فأجابه هرقل إلى ذلك على أن يعطيه كلما أخذه أبوه مما كان للروم وتقرر الأمر على ذلك وعزم هرقل على المسير إلى الشامات وتقدمه أخوه ثادرس وأمره بأن يخرج جميع الفرس الذين في الجزيرة والشامات إلى بلادهم فسار ثادرس أخوه في تقدمته وصار يدخل مدينة مدينة ويرتب عماله عليها حذى احتوى على جميعها وعاد إلى القسطنطينية ثم بعد ذلك صار هرقل إلى الرها وأمر الناصري بالرجوع عن المذهب اليعقوبية إلى الملكية فرجعوا وأقام هرقل بالرها سنة كاملة.
15) ومات سيروية بن كسرى وملك بعده اردشير فقتله شهريار الذي ذكرناه متقدمأ واجتمعت جيوش فارس إليه وجمع المرزبان أيضأ جيوشا فصار الفرس فرقين تثم قتل شهريار وملك بعده كسرى بن قباد بن هرمز ثم قتل وملكت نوران ابنة كسرى وأحسنت السيرة وأقسمت الأموال بين الجند وأطلقت الخراج للناس وأقامت في الملك سنة ونصف وماتت وملك بعدها جشنسده ابن عم كسرى ثم خلع وملكت بعده ازرمي بنث كسرى فلم تلبث الا قليلا وسمت وماتت وكانت ملكها سنة وأربعة أشهر وملك بعدها فرخزاد ابن كسرى شهرا واحدا وقتل.
وفي السنة السابعة للهجرة انكسفت الشمس وظهرت النجوم بالنهار.
التاني أبو بكر الصديق رضي الله عنه
পৃষ্ঠা ৯