وبعد ثاليس اشتهر في العلوم الرياضية خاصة ابولونيوس النجار وله كتاب المخروطات المؤلف في علم احوال الخطوط التي ليست بمستقيمة ولا مقوّسة بل منحنية. أخرج منه الى العربية في زمان المأمون سبع مقالات. ومقدمته تدل على انه ثماني مقالات. وهذا الكتاب مع كتاب آخر من تصنيف ابولونيوس كانا السبب في تصنيف اوقليدس كتابه بعد زمان طويل. واما اوقليدس النجار فهو من مدينة صور له يد طولى في علم الهندسة.
وكتابه المعروف باسطوخيا اي الأركان كتاب جليل القدر عظيم النفع لم يكن لليونان كتاب جامع في هذا الشان ولا جاء بعده الا من دار حوله وقال قوله وما في القوم الا من سلّم الى فضله وشهد بغزير نيله. وله في هذا النوع ايضا كتاب المفروضات وكتاب المناظر وكتاب تأليف اللحون وغير ذلك. ومن مشاهير الرياضيين ارشيميديس وهو يوناني أخذ الحكمة من المصريين. وقيل ان الذي اردم اراضي اكثر قرى مصر وأسس الجسورة المتوصل بها من قرية الى قرية في زيادة النيل ارشيميديس. وله مصنفات عدة مثل كتاب الكرة والاسطوانة والمسبّع في الدائرة. وقيل ان الروم أحرقت من كتبه خمسة عشر حملا. وبعده عرف منالاوس المتصدر [١] لافادة العلوم الرياضية. وله كتاب معرفة تمييز الاجرام المختلطة.
(حزقيا بن أحاز)
ملك تسعا وعشرين سنة وأطاع الله وأزال الأصنام. فظفره الله باعدائه تظفيرا. وفي السنة الرابعة من ملكه صعد شلمانعسر ملك بابل الى ارض السامرة مرة ثانية وسبى جميع من تبقى من العشرة الأسباط. وفي السنة الثامنة من ملكه انفذ شلمانعسر قوما من الاثوريين الى ارض شمرين ليحرثوها فكانت تخرج عليهم السباع وتقتلهم. فقيل لشلمانعسر: انما ابتلوا بذلك لأنهم لا يعرفون سنّة إله تلك الأرض. فأرسل إليهم عوزيا الكاهن ليعلّمهم التوراة. فلما تعلّموها وعملوا بسنّتها أمسكت السباع عن الإضرار بهم. ومن ذلك الزمان صار السمرة لا يقبلون من الكتب الالهية سوى التوراة.
وفي السنة العاشرة من ملك حزقيا غزا سنحاريب [٢] ملك اثور ديار القدس وبصلاة حزقيا خلصت أورشليم. ومرض حزقيا ليموت فبكى بكاء شديدا وناح قائلا: ان البركة التي جعلها الله في ذرّية داود انقطعت مني وعندي تنقضي سلالة ملك ابن ايشي. فزاد الله في حياته خمس عشرة سنة. وولد له ابن فسمّاه مناشا. وعلى هذا الولد تحمل اليهود
_________
[١-)] المتصدر ر المتصدّي.
[٢-)] ومعنى سنحاريب «القمر يكثر الاخوة» . ومن هنا يوخذ ان الاثوريين كانوا يتفاءلون بالأسماء كالعرب حتى لعهدنا. فسمي هذا سنحاريب تفاؤلا بكثرة الاخوة.
1 / 38