فرعون وما دون اذن فرعون لموسى وهرون ان يخرجا بني إسرائيل من مصر ويمضون ويعبدون امام الرب ثم يعودون الى مصر. فاستعار بنو إسرائيل من جيرانهم حلي الذهب والفضة والملابس الفاخرة بحجة العود وخرجوا من مصر ستمائة ألف رجل سوى الحشم والأثقال بعد ان تم لهم بمصر اربعمائة سنة وثلثون سنة. ولما لم يرجعوا لما أمروا اتّبعهم فرعون وجنوده.
فدمدم بنو إسرائيل على موسى قائلين: قد كان الأصلح ان نخدم المصريين ولا نهلك في البر فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق وعبر بنو إسرائيل فيه. ودخل فرعون وجنوده خلفهم فغرقوا. وسار بنو إسرائيل في البر أياما. ثم ثاروا على موسى قائلين: كنا نؤثر الموت بمصر ولا نموت بالجوع في هذا البر. فأمطرهم الله تعالى الخبر من السماء وانزل عليهم المن والسلوى وكان الغمام يظلهم نهارا وعمود نار يضيئهم ليلا سائرا بين أيديهم. وقال الله لموسى: اصعد اليّ أنت وهرون وناذاب وابيهو ولداه وسبعون شيخا. ففعلوا ذلك ودنا موسى وحده والباقون وقفوا أسفل الجبل فعرّفهم موسى وصايا الله ثم نزلوا واقام موسى بالجبل أربعين يوما صائما. وتقدم الله اليه بالفرائض مكتوبة في لوحين من حجر. ولما استبطأ بنو إسرائيل مجيء موسى قالوا لهرون: قم اعمل لنا إلها يمضي امامنا لان أخاك ما نعلم ما كان منه. واحضروه حلي الذهب التي لنسائهم وأولادهم وصاغ منها عجلا وقال: هذا إلهك يا إسرائيل الذي أخرجك من مصر. ولما عاد موسى وعرف فعلهم غضب غضبا شديدا وضرب باللوحين سفح الجبل وكسرهما وألقى العجل في النار وبرد سبيكته بالمبارد ناعما وألقاه في البحر وأمر بني إسرائيل ان يشربوا منه جميعهم وقال لبني لاوي: الرب يأمركم ان يقتل الرجل منكم أخاه ونسيبه. فقتل منهم ثلثة آلاف رجل.
ثم رقي موسى للجبل مرة ثانية ومعه لوحان آخران من حجر واقام فيه أربعين يوما صائما طاويا لياليها وعاد نازلا وبيده اللوحان مكتوبا فيهما العشر وصايا وهي: الرب إلهك واحد. لا تحنث في يمينك. احفظ يوم السبت. أكرم والديك. لا تقتل. لا تزن.
لا تسرق. لا تشهد بالزور. لا تتمنّ منزل أخيك. لا تتمنّ قنية رفيقك. وقال الله:
ملعون من يشتم والديه. ملعون من يظلم جاره. ملعون من يضل الأعمى عن السبيل.
ملهون من يحيف في القضاء على اليتيم والمسكين. ملعون من يضاجع أخته ومن يلامس امرأة أبيه ومن يضرب صاحبه غيلة ومن يرشو في قتل نفس. ملعون من لا يثبت على هذه السنن. فان أنتم خالفتموها تزرعون ويأكل زرعكم أعداؤكم وتنهزمون من غير ان يطردكم احد وأرسل عليكم الوحوش فتفنيكم ولا تشبعون طعاما ولا تروون ماء ولا تقبل لكم صلاة واخرّب أرضكم وابدّدكم بين الأمم المبغضة لكم واختسّ قدركم. وقال
1 / 18