(٣ - ذكر هود وصالح ﵉
وهما نبيان أُرسلا بعد نوح، وقيل: إبراهيم الخليل.
وأرسل الله هودًا إلى عاد، وكانوا أهل أصنام، وكان عاد وثمود جبارين طِوال القامات.
ودعا هود قوم عاد، فلم يؤمن منهم إلا القليل، فأهلك الله الذين لم يؤمنوا بريح سبع ليال وثمانية أيام حُسومًا، والحسوم: الدائم، فلم تَدَعْ غير هود والمؤمنين معه، فإنهم نزلوا في حضرموت، وبقي هود كذلك حتى مات، وقبر هود بحضرموت، وقيل: بالحِجر من مكة.
ويُروى: أنه كان من [عاد شخص] اسمه لُقمان، وهو غير لقمان الحكيم الذي كان على عهد داود النبي ﵇.
وأما صالح: فأرسله الله إلى ثمود، فدعاهم إلى التوحيد، وكان مسكنهم بالحِجْر، فلم يؤمن به إلا قليل مستضعفون، ثم إن كفارهم عاهدوه على أنه إن أتى بما يقترحونه عليه، آمنوا به، واقترحوا عليه أن يُخرج من صخرة معينةٍ ناقةً، فسأل اللهَ في ذلك، فخرج من تلك الصخرة ناقة، وولدت فصيلًا، فلم يؤمنوا، وعقروا الناقة، فأهلكهم الله بعد ثلاثة أيام بصيحة من السماء فيها صوتُ كلِّ صاعقة، فتقطعت قلوبهم، فأصبحوا في دارهم جاثمين، وسار صالح إلى فلسطين، ثم انتقل إلى الحجاز يعبد الله إلى أن مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
1 / 15