إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ﴾ [هود: ٣٦].
فلما أيس منهم، دعا عليهم، فقال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦]، فأوحى إليه أن يصنع السفينة، فصنعها من خشب السَّاج، فلما فار التنور - وكان هو الآية بين نوح وبين ربه - حمل نوح مَنْ أمرَهُ الله بحمله، ثم أدخل ما أمره الله من الدواب، وارتفع الماء، وجعلت الفُلك تجري بهم في موج كالجبال، وعلا الماء على رؤوس الجبال خمسة عشر ذراعًا، فهلك مَنْ على وجه الأرض من حيوان ونبات.
وكان بين أن أرسل الله الماء، وبين أن غاض: ستة أشهر، وعشر ليال.
وقيل: إن ركوب نوح في السفينة كان لعشر ليال مضت من رجب، وكان ذلك - أيضًا - لعشر ليال خلت من آب، وخرج من السفينة يوم عاشوراء من المحرم، وكان استقرار السفينة على الجُوديّ من أرض الموصل.
فولد لنوح: سام عاش ست مئة سنة، وهو أبو العرب وفارس والروم.
وحام أبو السودان.
ويافث أبو الترك ويأجوج ومأجوج، والفرنجُ والقبطُ من ولد قوطِ ابن حام.
وولد لسام أرفخشذ، عاش أربع مئة وخمسًا وستين سنة.
1 / 13