তারিখ মিসর হাদিথ
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
জনগুলি
وفي سنة 42 قبل المسيح قتلت كليوبطرا أخاها بالسم فخلا لها الجو، ثم اتفق أن «أنطونيوس وأكتافيوس» القائدين الرومانيين كانا في حرب مع «بروتس» فأمدت هذا الأخير بعمارة بحرية، وكانت قبل ذلك قد ولدت ولدا دعته قيصرون نسبة إلى قيصر والده فكان هو الملك على مصر رسميا.
شكل 1-16: يوليوس قيصر أمام جثة الإسكندر.
فلما بلغ أنطونيوس وهو في طرسوس أن كليوبطرا أنجدت بروتس عدوه بالمال والرجال خلافا للمعاهدة استدعاها إلى طرسوس للمرافعة، فركبت زورقا جميلا مزخرفا؛ جؤجؤه من ذهب، ومجاديفه من فضة، تخرج عند التجديف بها صوتا موسيقيا مطربا، وكانت كليوبطرا من أجمل النساء؛ فلبست أفخر ما لديها من اللباس الثمين، وجعلت حولها الجواري في أحسن ما يكون من الترتيب والنظام، ونشرت الأرواح العطرية في ذلك الزورق. فلما بلغت طرسوس وشاهدها أنطونيوس شغف بها ولم يعد يخالف لها أمرا، فأصدر الحكم كما شاءت وشاء الغرام فعادت إلى مصر غانمة.
وبعد يسير زارها أنطونيوس في الإسكندرية فأكرمت مثواه فدعاها ملكة الملوك، ودعا ابنها قيصرون ملك الملوك بدعوى أنه ابن قيصر بحسب الشرع، وكان ذلك سنة 36 قبل المسيح، فزادت كليوبطرا عجبا على عجب، ولم تعد تكتفي بلقب الملوك فدعوها إيزيس الإلهة الجديدة، وأما أنطونيوس فأنساه الغرام كل واجباته، ولم يعد يعلم أهو نائب القيصر أم هو ملك مصر؟ لأنه أصبح أسيرا لكليوبطرا وكتب اسمهم بجانب اسمها.
ولما بلغ ذلك المشيخة الرومانية أشهرت الحرب على ملكة مصر سنة 32ق.م فبعثت أوكتافيوس بجيش، وجعلت نقطة المحاربة في «فارنتو» و«برندزي» فلم يقبل أنطونيوس بذلك، وطلب أن تكون الحرب في فرساليا، ثم أعد جيشه وسار في خمسمائة مركب، وسارت معه كليوبطرا في ستين مركبا، فالتقى الجيشان في أكتيوم باليونان، وأبت كليوبطرا إلا أن تكون الحرب بحرا.
ثم إنها خشيت أن تعود العاقبة على جيش أنطونيوس، فانسحبت بمراكبها شيئا فشيئا، وكان أنطونيوس مهتما بإعداد المهمات الحربية غير مبال بالموت في جانب مرضاة سالبة لبه، ثم التفت إلى مراكبها فإذا هي بعيدة تخترق عباب البحر، فاقتفى أثرها تاركا رجاله يحاربون ولا يدرون مقره، وما زال حتى أدركها وسار بها إلى مصر.
شكل 1-17: كليوبطرا والثعبان يلدغها.
أما الحرب فانتهت بانكسار جيوش أنطونيوس.
ثم رأت كليوبطرا أن محبها أنطونيوس لا يقوى على حمايتها فالتجأت إلى الجانب الأقوى؛ فأرسلت صولجانها سرا إلى أوكتافيوس، وطلبت مساعدته، فوعدها بما تريد بشرط أن تخلص من أنطونيوس، فعمدت إلى الحيلة، فأخفت نفسها وكل أمتعتها، وأشاعت أنها ماتت، فلما علم أنطونيوس بذلك لم يعد يهوى الحياة بعدها. ثم بلغته خيانتها فقتل نفسه.
أما أوكتافيوس فاستلم زمام الإسكندرية، ونوى بكليوبطرا سوءا، فأوجست هي خيفة منه، وجعلت تستجلبه بما استجلبت غيره من قبله فلم تفز، وفي آخر الأمر قبض عليها، ففضلت الانتحار على أن يقتلها غيرها، فقربت ثعبانا ساما إلى صدرها فلدغها فماتت في 15 أغسطس (آب) سنة 30 قبل المسيح، وقال آخرون في كيفية موتها غير ذلك، والله أعلم.
অজানা পৃষ্ঠা