তারিখ মিসর হাদিথ

জুর্জি জায়দান d. 1331 AH
206

তারিখ মিসর হাদিথ

تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم

জনগুলি

وفي أول رمضان سنة 695ه لم يصم أحد من الأويراتية فأعلن السلطان بذلك فأبى أن يكرههم على الإسلام، ومنع من معارضتهم، ونهى أن يشوش عليهم أحد، وكان مراده أن يجعلهم عونا له، فبالغ في إكرامهم؛ فشق ذلك على أمراء الدولة، وخشوا إيقاعه بهم؛ لأن الأويراتية كانوا من مواطني كتبغا، وكانوا مع ذلك جميلي الصورة فافتتن بهم الأمراء، وتنافسوا فيهم، وبالغوا في تقربهم حتى بعثوا إلى البلاد الشامية استجلبوا طائفة كبيرة منهم فتكاثر نسلهم في القاهرة، واشتد التحاسد والتشاجر بسببهم بين أهل الدولة، حتى آل الأمر بسببهم وبأسباب أخرى إلى خلع السلطان الملك العادل كتبغا، وذلك في صفر سنة 696ه. (13) سلطنة الملك المنصور لاجين (من سنة 696-698ه/1296-1399م)

وبويع حسام الدين لاجين المنصوري، ولقب بالملك المنصور كما كان لقب سيده قلاوون، فأذن لكتبغا أن يخرج إلى صرخد في سوريا، وقبض على طرغاي مقدم الأويراتية، وعلى جماعة من أكابرهم، وبعث بهم إلى الإسكندرية فسجنهم بها. ثم قتلهم وفرق جميع الأويراتية على الأمراء فاستخدموهم، وجعلوهم من جندهم، فصار أهل الحسينية لذلك يوصفون بالحسن، وما برحوا أيضا يوصفون بالزعارة والشجاعة، وكان يقال لهم: البدورة، فيقال: البدر فلان، والبدر فلان، وكانوا يعانون لباس الفتوة، وحمل السلاح، ويؤثر عنهم حكايات كثيرة، وكانت الحسينية قد فاقت عمارتها على سائر أخطاط مصر والقاهرة. (13-1) إقطاعات القاهرة

وكانت أرض مصر 24 قيراطا يختص السلطان منها بأربعة، والأجناد بعشرة، وكان الأمراء يأخذون كثيرا من إقطاعات الأجناد فلا يصل إلى الأجناد منها شيء، وكان يصير ذلك الإقطاع في دواوين الأمراء، ويحتمي بها قطاع الطريق، وتثور بها الفتن، وتمنع منها الحقوق الديوانية، وتصير طعمة لأعوان الأمراء ومستخدميهم، ومضرة على أهل البلاد التي تجاورها.

فعندما تولى الملك المنصور لاجين راك البلاد ورد تلك الإقطاعات على أربابها ، وأخرجها بأسرها من دواوين الأمراء، وجعل للأمراء والأجناد أحد عشر قيراطا، وأفرد تسعة قراريط؛ ليخدم بها العسكر أو يقطعم إياها. ثم رتب أوراقا بتكفية الأمراء والأجناد بعشرة قراريط، واقتصد قيراطا لزيادة ما عساه يطلب زيادة لقلة متحصل إقطاعه، وأفرد لبطانته عدة أعمال جليلة. فتنكرت قلوب الأمراء، وحقدوا عليه، وما انفكوا حتى قتلوه في 11 ربيع آخر سنة 698ه فبقي كرسي السلطنة خاليا 41 يوما تمكن في خلالها الأمير سيف الدين طقجي من دعوة الناس إلى حزبه فالتف عليه جماعة كبيرة فبايعوه، ولقبوه بالملك القاهر كما لقب بيدرا قبله، وكان حظه من الملك كحظ سميه فلم يحكم إلا يوما واحدا، ثم ذبحه المماليك. (14) سلطنة الملك الناصر بن قلاون (ثانية) (من سنة 698-708ه/1299-1308م)

ففكر المماليك في انتخاب سلطان يحكم فيهم فأقروا على استقدام الملك الناصر بن قلاون من منفاه، وقد بلغ الخامسة عشرة من العمر ليبايعوه. فبعثوا إليه وفدا يبلغه ذلك القرار فقدموا إليه في الكرك، وكانت والدته عنده فلم تسمح بسفره معهم لئلا يكون تحت أقوالهم مقاصد خطرة. فألحوا عليها، وأكدوا لها صدقهم، ثم جثوا أمام الملك الناصر وبايعوه، فتأكدت إخلاصهم، فأذنت بمسيره معهم، فساروا حتى أتوا القاهرة، فحاول بعض دعاة لاجين الإيقاع بحياة الملك الناصر لكنهم هددوا فبايعوه.

وكان غازان خان ملك التتر قد عاد ثانية إلى افتتاح سوريا فجرد إليه الملك الناصر سنة 700ه جيشا جرارا، وأسرع حتى التقى به في حمص فتقهقر الناصر، ثم جمع رجاله، وأمدهم بالعدة والرجال، واستأنف الحرب، وكان التتر قد حسبوا أن الفوز تقرر لهم فوضعوا أيديهم على سوريا، وضربوا عليها الضرائب، وأخذوا في إدارة أحكامها، وبينما هم في ذلك وصل الملك الناصر بجيشه إلى مرج الصفر بقرب دمشق فخرج إليهم التتر، وانتشب القتال بين الفريقين؛ فغلب المصريون في بادئ الأمر، ثم ارتدوا على صفوف التتر كالسيل الهاطل بعزم أشد من الجبال ففرقوا جموعهم، وأثخنوا فيهم ضربا بالسيف حتى تطهرت الشام منهم، فعاد الملك الناصر إلى القاهرة ظافرا، ودخلها من باب النصر باحتفال عظيم.

ولما لم يبق ما يشغله في سوريا عكف على إخضاع قبائل العربان الذين شقوا عصا الطاعة في مصر العليا، فجرد إليهم فدانوا له، واغتنم منهم خمسة آلاف فرس، ومائة ألف رأس غنم، وثلاثين ألف من المواشي الكبيرة كالبقر والجاموس، وعددا وافرا من الأسلحة. فلما كانت سنة 702ه داهمت الشرق زلزلة قوية أخربت قسما عظيما من سوريا ومصر، وأخرجت المياه من الآبار إلى سطح الأرض، وطافت الأبحر على اليابسة فأغرقت خلقا كثيرا، والظاهر أن هذا الحادث الطبيعي أثر في أخلاق المصريين فانقسموا أحزابا يضاد بعضها بعضا، ثم عادوا فاتحدوا على خلع الناصر فرأى أنه لا يقوى على دفعهم، وخاف على حياته فترك القاهرة مظهرا للحج، وسار مع بطانته إلى الكرك، وكان له فيها ثروة تبلغ 27 ألف دينار ومليون وسبعمائة ألف درهم فاستولى عليها، وحصن المدينة، ثم بعث بالختم السلطاني إلى المماليك مصرحا بتنازله، ومفوضا لهم تولية من أرادوا. (15) سلطنة بيبرس الجاشنكير (من سنة 708-709ه/1308-1309م)

فوصل كتابه إليهم في 25 رمضان سنة 708ه فبايعوا الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير (بيبرس الثاني) ولقبوه بالملك المظفر، وهو من مماليك الملك المنصور قلاوون، ومما يؤكد ذلك أنهم وجدوا بين أسلحته سيفا منقوشا عليه اسمه مع لقب «المنصوري والسيفي» كما ترى في شكل

11-10 .

شكل 11-10: اسم بيبرس على سيفه.

অজানা পৃষ্ঠা