প্রাক-ইতিহাস সম্বন্ধে ইতিহাস
تاريخ ما قبل التاريخ
জনগুলি
أثبت كثير من العلماء والسائحين والتجار والمرسلين والمبشرين أنه توجد شعوب عديدة ليس بها أدنى نزعة دينية. وطالما سمعت وقرأت أن الدين أو التدين هو الصفة المميزة للنوع الإنساني، وهو الحد الفاصل بينه وبين بقية الحيوانات. فلا تخلو الحال من أحد أمرين: إما أن القائلين بهذا القول على خطأ، وإما أنه يوجد عدد كبير من الناس لا شيء يميزهم من الحيوانات.
وقال العلامة بروكا الشهير: «لا ريب عندي في أنه توجد شعوب كثيرة من النوع الإنساني خالية من كل معتقد وعبادة ومن كل فكرة دينية.»
وهنا استشهد بختر بما قال السر چون لوبوك وداروين وغيرهما عن وجود قبائل كثيرة لا تعتقد أي دين مما أشرنا إليه ثم قال:
وأبلغ من هذا كله أن جميع أتباع كونفوشيوس لا دين لهم مطلقا، فهم لا يعتقدون في إله ولا يؤمنون بخلود الروح. وليس ما يسمونه بدين كونفوشيوس سوى مذهب فلسفي عمراني أخلاقي نشره صاحبه وهو فيلسوف صيني قديم، فاتبعته الطبقة المتعلمة في الصين وكثرة سكان اليابان.
وإليك ملخص مذهب كونفوشيوس نقلا عن كتاب «الأطلال» للعلامة فولني صفحة 139:
الحقيقة هي أن كل ما في الوجود وهم وخيال وظواهر باطلة، وليس التقمص الروحي إلا رمزا إلى التقمص الجسمي المادي الحقيقي؛ لأن مادة الجسم - مثلها مثل المواد التي في الكون - لا تفنى بعد الموت، بل تتحلل وتنتشر في الأرض والهواء وتدخل في تراكيب أخرى. وما الروح إلا القوة الحيوية التي تنتج من خواص مواد الجسم وتأثير أعضائه بعضها في البعض مما يجعله يتحرك ويحيا. أما القول بأن هذه القوة الناتجة من تأثير الأعضاء وخواص المادة الملازمة لها، والتي تولد منها وتنمو معها تبقى - أي تلك القوة - بعد موت الجسم لهو قول خيالي وهمي خلقه تصورنا المخدوع، وما الله إلا مجموع القوى الطبيعية غير المنظورة المنتشرة في جميع أجزاء الكون، والتي تحركه أو مجموع النواميس الطبيعية التي تديره.
ولما كانت هذه النواميس الطبيعية في غاية الدقة، وأغلبها خفي على الإنسان برزت للناس كلغز لا يمكن حله، فقالوا: بوجوب الإيمان بها بغير إدراكها وزعموا أنها فوق العقل البشري. ... «إن الحكمة هي معرفة النواميس الطبيعية، وإن الفضيلة تقوم في اتباعها والشر والرذيلة في جهلها وعدم السير وراءها.» انتهى كلام فولني عن مذهب كونفوشيوس الذي يسمونه دينا.
هذا ويقول «ناصيف المنقبادي»: إن هناك شعوبا لم تعرف عقيدة ما، وإن من الشعوب التي لا تدين بدين ما بعض قبائل العرب القديمة، فقد جاء في كتاب «مصادر الإسلام» ما نصه: والعرب الجاهلية أصناف، فصنف أنكر الخالق والبعث وقال بالطبع المحيي والدهر المفني، يؤيد هذا ما ذكره القرآن عنهم في سورة الجاثية:
وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر . (2-12) عبادة الكواكب
عند «السيد عبد الرزاق الحسيني» من بغداد أن مظاهر الطبيعة وعجائب الكون قد وجهت نظر الإنسان منذ نشأته إلى إكبارها وتعظيمها، فأكبر العاصفة وارتعدت فرائصه للقوى الطبيعية، ورأى في كل تلك المظاهر قوة مدركة وحياة خاصة فاستصغر قواه بجانبها، ووجدها جديرة بالتعظيم والتقديس. ومن هنا نشأت فكرة العبادة لمظاهر الكون واستمر البشر يؤله ما يخاف منه وما تجهل كنهه، أو يرى فيه شيئا غريبا حتى تطورت فكرة الدين بتطور البشر، وأصبحت المظاهر الطبيعية تنضوي قواها تحت قوى محصورة في قوة واحدة، فبعد أن كانت الريح العاصف والشمس المهجرة والنار المتأججة، آلهة تعبد وأربابا تطلب منها المساعدة والمعونة، أصبحت تلك القوى، متمثلة في عدد من الكواكب السيارة وفي قوة تمثلها تلك الكواكب، وتطورت هذه الفكرة فأصبح عدد الكواكب يتضاءل حتى لم يبق إلا إله واحد، وأصبح الخلاف في صفاته بعد أن كان في شركائه وأقرانه.
অজানা পৃষ্ঠা