ذكر مراسلة دارت بين مولانا السلطان وبين معين الدين البرواناة
لما توجه معين الدين البرواناه مع رسل السلطان الملك الظاهر ، كما قدمنا واجتمع بأبغا في أمر الرسالة خلا به سرأ وقال له : " الملك عقيم ، وإن أخاك أجاي عازم على قتلي والاستيلاء على ملك الروم وانتمائه إلى صاحب مصر" . وكان الحامل له على هذا تخيله من أجاي ، فأنه كان يكلفه مقترحات تعجز عنها استطاعته وتوعده إن هو لم يقم بها على اختياره . فأمره أبغا أن لا يطلع على ما أسره أحدا ، ووعده ان يستدعي أخاه أجاي وصمغرا ، ويريحه منهما ، وأن يسير إليه توقونوين بلا عنهما . فلما عاد معين الدين إلى الروم رأى من أجاي إعراضا مفرطأ فوق ما يعهده منه ، فداخله الندم على ما كان أوحاه إلى أبغا من أمر أجاي وصمغرا ، فاضطر الى أن كاتب مولانا السلطان الملك الظاهر سرأ ، وبعث إليه قاصدا ، وطلب منه أن يحلف له ولغياث الدين ابن ركن الدين على ملك الروم ، وشرط عليه أن يكون له عسكرا في البلاد مقيما يستعين به على قتل أجاي وصمغرا ومن معهما من التتر . فوافى القاصد السلطان بمصر قد عاد من دمشقفلما وقف على مضمون رسالته كان جوابه لقاصد : " إذا حلفنا له على ما آراد وسيرنا له عسكرا تقيم عنده ما يقوم بأوده وكلفته الا لا بد أن يعين لي بلادا يرصدها لذلك ، أو ما يستخرج من الأوقاف والصدقات والأملاك التي له ، فإذا كسرت التتر أفرجنا له عن ذلك وأعدناه إلى أربابه ، مع أنا لا كلف خيلنا سلوك الدرب في هذا الوقت ، فإنها من أثر تعب ولا من أكلها الربيع ، و في العام القابل نحن عنده إن شاء الله" . فلما عاد القاصد وجد أبغا قد استدعى اجاي وصمغرا فتوجها إليه وحالة البرواناة قد صلحت ، فتلكأ في إجابة مولانا السلطان االى ما التمسه ، ونكل عنه لاستبطائه حركته إليه ، وخروج من كانت استغاثته بالسلطان بسببه عن البلاد .
পৃষ্ঠা ৭৮