ذكر ما عزم عليه من الجباية بمصر ثم ترك
كان مولانا السلطان قد رأى أن تشركه رعيته في ثواب الجهاد ، فتقدم أمره أن يستخرج منهم ألف ألف درهم ومايتي ألف درهم ، في كل سنة ، تقسط عليهم في السنة ثلاث مرات ، ليصرف ذلك في آلف فارس ، ومن القاهرة ضعف ذلك ، فجمعت الرعية ليفرض على كل واحد منهم مقدار ما يمكنه ، وذلك يوم الأحد خامس عشر شعبان فتلوموا في ذلك ، وأظهروا العجز ، وتردد أمر مولانا السلطان في استخراج ذلك من أربابه ، وهم يدافعون بالشكوى وادعاء العجز ، ولما تحقق مولانا السلطان ضررهم وعجزهم رجع عن ما طلبه منهم ، ورحم ضعفهم وعطف عليهم ، وكان قد استخرجما قرر عليهم جملة ، فردها عليهم في سابع عشر ذي القعدة .
ذكر الاهتمام بإعذار الملك خضير بن مولانا السلطان
امر مولانا السلطان العسكر أن يركب بالزينة الفاخرة والسباق واللعب في الميدان حت القلعة ، في يوم الخميس خامس عشرين شهر رمضان ، واستمر إلى سلخالشهر . فلما كان يوم العيد ختن الملك خضر ، وختن معه جماعة من أولاد الأمراء والأعيان من الأجناد .
(ذكر عود الملك السعيد إلى الديار المصرية)
كان مولانا السلطان قد بعث ولده الملك السعيد إلى دمشق ، وأصحبه الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني وأربعين نفرا من خواصه ، في الليلة المسفرة عن صباح يوم الأربعاء ثالث عشر شهر رمضان ، على خيل البريد ، وكان وصوله إلى القاهرة قافلا يوم الخميس الرابع والعشرين من شوال .
পৃষ্ঠা ৭৬