ذكر آخذ بيلوس أمير عرب برقة
كان مولانا السلطان قد جرد عسكرا مع [ مقدم] ابن عزاز وتقدم له بالدخول الى برقة لأخذ العداد ، فوصل إلى طلميثة وهي مدينة تسكنها اليهود ولهم بها أموال كثيرة ، فحماها منه بيلوس امير كبير من امراء عربان برقة فقاتله ، ووقعت بين العسكر وبين العرب وقعة أسر فيها بيلوس وهو شيخ مسن وقد أناف على الماية وحمل إلى القلعة فاعتقل بها ثامن المحرم ، وبقي إلى ان خلص بعد أن شرط على نفسه شروطا في غرة شهر رمضان منها.
ذكر توجه مولانا السلطان إلى الشام
فيها في ليلة السبت سادس عشرين المحرم ، توجه مولانا السلطان في جماعة سيرة وصحبته الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، والأمير بدر [ الدين ] بيسري لا وسيف الدين اتامش السعدي . فلما وصل عسقلان بلغه آن أبغا بن هولاكو وصل الى بغداد ، وخرج إلى الزاب متصيدا ، فكتب إلى القاهرة استدعى عسكرا فخرج منها يوم السبت حادي عشر صفر أربعة ألف فارس ، على كل ألف منها مقدم وهم الحاج علاء الدين طيبرس الوزيري ، وجمال الدين آقوش الرومي ، وشمس الدين أقوش المعروف بقطليجا ، والأمير علم الدين سنجر المعروف بطرطج وحلوا من البركة يوم الإثنين وقصدوا الشام . ثم برز الأمير بدر الدين بيليك الخزندار يوم السبت ثامن عشر إلى مسجد التين ، وأقام الملك السعيد بالقلعة وفي خدمته الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني والصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن المولى الصاحب الوزير بهاء الدين على بن محمد . ورحل الأمير بدر الدين الخزندار ، وصحبته المولى الصاحب الوزير بهاء الدين وتوجهت معهما ، فوصل الدهليز السعيد إلى غزة يومالإثنين رابع شهر ربيع الأول ، فوافى بها العسكر الذي قدمت ذكره ، وأقام بها إلى ان رحل منها يوم الخميس سابع الشهر ، وسار إلى آن نزل يافا يوم السبت التاسع فوجد مولانا السلطان قد سبق إليها في جماعة من الأمراء، وهم الأمير شمس الدين سنقر الأشقر ، والأمير بدر الدين بيسري ، والأمير عز الدين أيبك الدمياطي ، والأمير سيف الدين أتامش السعدي ، والأمير عز الدين أيبك النجيبي ، والأميرسيف الدين بلبان الغتمي . فلما كان من الغد رتب مولانا السلطان العساكر ، ثم توجه إلى دمشق ، واستصحب معه عز الدين يغان السلحدار ، [و]ابن صاحب1 سنجار يوم الثلاثاء ثالي عشر الشهر وتوجه المولى الصاحب بهاء الدين بعده ، وكنت في خدمته ، يوم الأربعاء فوصلها في تاسع عشره . وكان وصول مولانا السلطان اليها يوم السبت سادس عشره ، ولما حل بها ركابه فرق فيمن كان من الأمراء بدمشق اموالا كثيرة وخلعا بحسب مراتبهم ورحل الأمير بدر الدين [ بيليك] الخزندار من يافا يوم الجمعة خامس جمادى الأولى ، فلم يسر غير منزلتين ثم أقام لكثرة الأمطار وشدة البرد . فلما كان يوم الثلاثاء سادس عشره ورد عليه الأمير سيف الدين أتامش االسعدي على خيل البريد ، وعلى يده كتاب من مولانا السلطان يأمر فيه بعود العسكر إلى مصر . فرحل يوم الأحد في الحادي والعشرين فدخل القاهرة يوم الخميس تاسع جمادى الآخرة.
পৃষ্ঠা ৭১