ذكر عزل الصاحب الوزير خواجا علي المدعو فخر الدين وزير الروم والقبض عليه وعلى ولده الكبير تاج الدين الحسين
كان السبب في ذلك أن معين الدين البرواناة بلغه أن الصاحب فخر الدين سير كتابا إلى السلطان عز الدين كيكاووس ، وهو نازل بصوداق ، وذهبأ ، فلما اتصل به ذلك أحضر الوزير إلى مجلس اجاي وصمغر ووجوه الدولة ، وكان ذلك في شهر رمضان من هذه السنة وقال له : " أنت سيرت ذهبا إلى السلطان عز الدين كيكاووس وكاتبته" . فقال : " نعم صحيح ذلك بالأمس كان السلطان عز الدين سلطاننا وصاحب البلاد ، وهو الذي أنشأك وأنشأنا ، والآن فقد كتب إلي كتابأ يشكو حاله وضرره ، وأنا أقل مملوك لهم ، فلا أقل من مراعاة بعض نعمتهم بالقدر اليسير الذي سيرته لهم ، ما اعتمدته وما اعتمدت شيئا غيره مما يوجب الإنكار علي" . فقبض عليه واعتقله ، وقبض ايضا على ولده تاج الدين محمد واعتقلهما في قلعة يقال لها عثمان جن ، واحتاط على موجوده و أملاكه وكانت عظيمة جدا ، والذي قبض عليه ضياء الدين محمود بن الخطير في داره وحمله إلى معين الدين البرواناة ؛ واما ولده الصغير نصير الدين محمود فنجا بنفسه وقصد أبغا ، فانتظم في سلك خواصه . وولى البرواناة مكان الصاحب فخر الدين جد الدين الحسين ختنه . وأما نصير الدين فإنه أحسن التوصل إلى أن استنجز يغلغا بالإفراج عن أبيه الصاحب فخر الدين وعن أملاكه والوقوف التي عليه والذي أوقفها لوجوه البر ، فأفرج عنه ، وأقام ملازما بيته وولده بغير خبز ، ولم يزل كذلك إلى أن حت دخلت سنة اربع وسبعين، وسار إلى ابغا باذن البرواناة ، وستاني بقية حديثه في سنة اربع وستين وستمائة. وفي هذه السنة آمر مولانا السلطان إنشاء جسورة في الساحل بنيت عدة جسور في مواضع ياني ذكرها ، غرم الجسر منها نحو الماية آلف درهم فحصل للمسافرين بها الرفق العظيم ، فإنه كان في الشتاء يغرق منهم الخلق الكثير وتغرق امتعتهم . وعبرت عليها في سنة اثنتين وسبعين وشاهدتها منهية واسمه مكتوب عليها - تغمده الله برحمته وتواه غرف جنته - .
পৃষ্ঠা ৬২